كي لا ننسى أطفال غزة الجياع
الثلاثاء, 31-أغسطس-2010
د/عبدالعزيز المقالح -
ما يزال أهل الخير والفضل من أبناء هذا البلد الكريم يتداعون إلى نصرة أشقائهم المحاصرين في غزة، ويجهدون في اغتنام بركات هذا الشهر العظيم في جمع ما يستطيعون جمعه من أموال ومساعدات يمنية لتسيير باخرة محمَّلة بالأغذية والمؤن الضرورية إلى المدينة المحاصرة منذ سنوات، وهو شعور نبيل فضلاً عن كونه شعوراً أخلاقياً وإيمانياً يفرضه الواجب والعقيدة معاً، وما يتوارد إلى سمعي من أنباء هذه الحملة الكريمة يؤكد أن الإقبال على التبرع السخي يتزايد يوماً بعد يوم، يستوي في ذلك القادرون وذوو الدخل المحدود الذين يتسابقون في إيصال تبرعاتهم إلى اللجان الخاصة، وليس غريباً أن يكون ذوو الدخل المحدود أكثر إقبالاً وإسراعاً في مد يد العون من الموسرين فهم أكثر إحساساً بالمعاناة، وبما يتعرض له أشقاؤهم من ضغوط الحاجات ومن صراخ الأطفال الجياع. ويكفي أن ما يعانيه سكان غزة من آلام تحت الحصار الصهيوني الجائر قد جعل العالم كله دون استثناء، لا يكتفي بالإدانة والاستنكار وإنما يسارع في إرسال الدعم وتحدي نطاق الحظر المضروب حول غزة من جميع الجهات، وإذا كان هذا الموقف الإنساني لم يتمكن حتى الآن من اختراق الحصار فإنه قد تمكن من فضح الكيان الصهيوني ووضعه عالمياً في مكانه الصحيح، وفي صورته الشائنة بوصفه كياناً عسكرياً عصبوياً يقوم على القتل والتوسع والعنصرية التي تتضاءل معها عنصرية النازي والفاشست، وهي خطوة أساسية ومهمة لكشف الأضاليل التي نجحت الدعاية الصهيونية لفترة في إشاعتها في أماكن كثيرة من العالم الذي كان يجهل حقيقتها ولا يعرف الكثير عن أساليبها وممارساتها الشنيعة. وما أظنني بحاجة إلى تذكير القارئ بأن هذا الكيان الغاصب لم ينشأ ولم يستمر على قيد الحياة إلاَّ بالتبرعات السخية من الدول الكبرى التي أوجدته من العدم، ومن تبرعات الجماعات الصهيونية في أوروبا وأمريكا، وأتذكر عندما تداعى بعض العرب لجمع بعض الأموال لمساندة الانتفاضة الثانية، أن صهيونياً واحداً من الأغنياء في الولايات المتحدة تبرع لكيان تل أبيب بمليارين من الدولارات دفعة واحدة، وهو ما لم تصل إليه المساعدات العربية والإسلامية لأصحاب الحق الشرعي من الفلسطينيين منذ عشرات السنين . فضلاً عن الشعارات الحقيرة التي كانت ترفعها تلك الجماعات الصهيونية ومنها "ادفع دولاراً تقتل عربياً" وقد كان شعارنا وما يزال ادفع دولاراً تنقذ فلسطينياً من الموت جوعاً. وفي هذه الأيام ومع اقتراب خواتم الشهر الكريم نتمنى أن يستجيب الأغنياء في بلادنا وفي بقية الأقطار العربية والإسلامية لدعوات مد يد المساعدة لأشقائهم في غزة وأن يرقق الله قلوبهم ويرهف أحاسيسهم وينفخ في عواطفهم روح النبل والسخاء ، وأن تكون لهم مواقفهم المشهودة في مثل هذه المناسبات وأن يسارعوا إلى إنقاذ أهلهم وتحدي الجبروت الصهيوني لا بالقوة والسلاح وإنما ببعض الفائض اليسير من المال . الشاعر الكبير محمود الحاج في (ابتهالات) رمضانية: يواصل الصديق الشاعر الكبير الأستاذ محمود الحاج إبداعه الشعري بعد سنوات من الهجران، وأحدث إصداراته ديوان (ابتهالات) ويتضمن باقة من القصائد الرمضانية التي استوحاها من روحانية هذا الشهر الكريم وصفائه، وفيها يتجلى ألق شاعريته وصدق مشاعره وسمو مناجاته. للديوان مقدمة بقلم الناقد والمبدع هشام بن علي كانت بمثابة المدخل إلى الديوان بعالمه الروحي وحنينه اللامتناهي، الديوان من إصدار مركز عبادي للدارسات والنشر. تأملات شعرية : أيها القادرون : قليلاً من الخبز شيئاً من المال . إخوانكم في العراء على حافة الاحتضار. اذكروهم إذا ما دنا الليل واخضوضرتْ باللذيذ الشهي موائدُكم أذكروا أنهم تحت نار المجاعة يحتضرون ونار الحصار