في ندوة الوحدة: باجمال يؤكد: وحدة اليمن عنصر بناء وحدة الجزيرة
الأحد, 20-مايو-2007
جانب من الحضور في الندوة
معهد الميثاق -

أكد عبد القادر باجمال – الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام- أن الرؤى التي سبقت إعادة تحقيق الوحدة اليمنية كانت تؤكد أن وحدة اليمن ستكون عنصر بارز بناء وحدة الجزيرة العربية، داعياً كل منظومة الجزيرة العربية والخليج للاحتفال بالذكرى 17 لعيد الوحدة "لأن مصائرنا واحدة"- على حد تعبيره.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في افتتاح ندوة ( الوحدة اليمنية في عامها السابع عشر) التي نظمها معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث صباح اليوم بصنعاء، بمشاركة وزيري التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور صالح باصرة، ووزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة امة الرزاق حمد، وضمت عدد كبير من قيادات المؤتمر، والنخب السياسية والأكاديمية، ورؤساء منظمات مجتمع مدني.
وتطرق باجمال إلى الحسابات الإقليمية التي رافقت الوحدة اليمنية وما أثير من قلق بشأنها خاصة فيما يتعلق بالديمقراطي، وقال: أن التفكير بالديمقراطية اليمنية كإشكالية بالنسبة لدول الجزيرة العربية والخليج أبان الوحدة اليمنية لم يكن ممكنا لأن الديمقراطية قادمة إلى المنطقة من منطق آخر وليس اليمن من ستخلق فتنة في الديمقراطية التي تتبناها.
وأكد أن لا مناص لليمن إلا أن تكون في ظل دولة الوحدة، ولا مناص لها بغير الديمقراطية التي سترجح أن تكون دائما أكثر وأكثر استقراراً، مشيراً إلى أنه تبقى الوحدة اليمنية عنصر ليس مفيداً فقط لليمنيين وغنما مفيداً مصيرياً حتى للجزيرة العربية.
ونوه إلى انه بعد عام 1994 تم توقيع اتفاقية التفاهم مع المملكة العربية السعودية ووضعت هنا أفكار الوهم أوزارها وبدأت تتحدث بأنه فعلاً بان الوحدة اليمنية عنصراً أساسياً في دعم أمن الجزيرة العربية.
كما تحدث عن الرؤية المستقبلية للوحدة اليمنية وقال أنها ما نراه اليوم من تقارب مع مجلس التعاون الخليجي بما يجعل من الوحدة ترسيخاً لها وواقعا في وجدان الناس، فلا نستطيع أن ننظر إلى داخلنا دون النظر إلى موقعنا في الجزيرة بالبعد التاريخي والشعبي والموقع الاستراتيجي فان رؤيتنا إلى مستقبل الجزيرة واقعية وليس خيال أو شطط.
وأشار إلى أن الشقاء في الجزيرة العربية والخليج باتوا يعرفون اليوم بأنه أصبحت ضرورة الانتقال من الجوار والشراكة، مختتماً بالقول: نحن نحتفي بالوحدة ويحق لكل منظومة الجزيرة والخليج الاحتفال معنا لأن مصائرنا واحدة.
وكان الأستاذ محمد حسين العيدروس- رئيس المعهد- استهل الفعالية بكلمة أعلن فيها بأن هذه الندوة هي إيذاناً بإعادة نشاط معهد الميثاق الذي عاش زمناً من الركود عن مواكبة حراك الساحة اليمنية الفكرية والسياسية والتنموية..
وقال أنه آن الأوان لهذا الصرح بممارسة أدواره بفاعلية ومسئولية تتوافق مع طبيعة التطورات التي تشهدها ساحتنا الوطنية بشكل عام، وساحة المؤتمر الشعبي العام بشكل خاص.
وأشار العيدروس إلى أن تأسيس معهد الميثاق جاء بعد مدة قصيرة جداً من تأسيس المؤتمر الشعبي العام، ليس بصفته كياناً ثانوياً استعراضياً بقدر ما كان يمثل ضرورة ملحة في تلبية احتياجات الساحة الوطنية من الوعي  الثقافي والفكري، والإنساني فضلاً عن مهمته الأساسية في بلورة التصورات لاتجاهات الاحتياجات التنموية للواقع اليمني بمختلف قطعاته.. وهي مهمة أوكلت للعقول المبدعة، والطاقات الخلاقة من أبناء شعبنا اليمني الذين لطالما سبقونا إلى أروقة المعهد، وبذلوا قصارى الجهد لإنجاح المهمة المناطة بهم..
وتابع قائلاً: نحن نتجه بتجربتنا الرائدة -المؤتمر الشعبي العام- إلى مضمار العمل السياسي النوعي، الذي يحترف فيه الجميع ممارسة أدواره الوطنية، والقيام بواجباته ضمن الحدود العليا للمسئولية أصبح لزاماً علينا تفعيل أداء هذه المؤسسة – معهد الميثاق- وتطوير أدواتها، وآليات عملها كي لا تكون متخلفة عن ركب المؤتمر الشعبي العام، أو تقف معيقة لبرامجه وتطلعات قيادته السياسية.. فنحن نراهن على نهضة شاملة وليست نهضة جزئية، لأن قيادة المؤتمر الشعبي العام تنطلق من واقع حقيقة أن المؤتمر هو الحزب الرائد على الصعيد الحكومي، والسياسي، والمجتمعي المدني؛ وبذلك فإنه النموذج القدوة لبقية القوى السياسية الوطنية الذي ينبغي به تقديم تجربة واعية ومتوازنة، ومرتكزة على مناهج علمية، وفكرية وليست مجرد اجتهادات أو ضرب من التأويلات لوقع الحال السياسي الوطني.
وخاطب الحاضرين بالقول: لقد قطعنا خطوات مهمة على طريق إعادة الروح إلى هذا المعهد.. وكان للحرص الكبير الذي أبدته قيادة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، ثم الدعم اللا محدود الذي قدمه الأخ الأمين العام للمؤتمر الأستاذ عبد القادر باجمال للمعهد من أجل تمكينه من إعادة التقاط أنفاسه، دوراً مهماً للغاية في الوصول إلى هذا اليوم الذي ندشن فيه أولى أنشطتنا الفكرية ، لتأتي متزامنة مع الذكرى السابعة عشر لعيد الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م، التي أرست قواعد جميع تجاربنا الديمقراطية التعددية، وأعادت للإنسان اليمني اعتباره الإنساني، وأضحت مرتكز كل ما نحققه اليوم من إنجازات في مختلف ربوع يمننا الحبيب..
واختتم بالتأكيد بأن معهد الميثاق سيكون مظلة لكل العقول اليمنية الناضجة، ليرعاها وليستفيد من خبراتها في آن واحد.. من أجل أن تصب كل الجهود الوطنية المخلصة والمبدعة في مجرىً واحد نحو (يمن جديد.. ومستقبل أفضل)، التي حملها البرنامج الانتخابي للرئيس علي عبد الله صالح، والتي هي غايتنا جميعاً، وشرف لنا جميعاً نسأل الله أن يعيننا على تحمل أمانة مسئولياته العظيمة..
وفي الفترة الثانية من أعمال الندوة قدم الدكتور صالح باصرة- وزير التعليم العالي- ورقة تناولت (الخلفية التاريخية لوحدة 22 مايو 1990) التي استعرضها منذ ما قبل الإسلام ووصولا إلى زمن التشطير ثم إعادة إعلان الوحدة.
كما  قدم الدكتور جلال فقيرة – نائب رئيس معهد الميثاق- ورقة حول (اتجاهات السياسة الخارجية اليمنية)، وقدمت الدكتورة بلقيس أبو أصبع ورقة حول (المرأة والوحدة)، وورقة أخرى قدمها طه الفسيل بعنوان (الوحدة اليمنية والإصلاح الاقتصادي).