لجنة الحوار والدور المطلوب
الاثنين, 02-أغسطس-2010
طه العامرى -
بعد الاتفاق والتوافق بين شركاء المشهد السياسي الوطني والإعلان عن أسماء وقوام اللجنة المعنية بالحوار والتفاهم فإن الأنظار الوطنية مجتمعة تتجه صوب هذه اللجنة التي يعقد عليها شعبنا كثيراً من الآمال وعليها يراهن الوطن والشعب في الخروج من نفق الأزمات ووقف هذا التدهور المريع في العلاقات المجتمعية وإيقاف ظواهر القلق وتمكين السكينة الاجتماعية من العودة إلى دائرة الهدوء ومربع الاستقرار في لحظة نحن أحوج ما نكون فيها للتوافق للحد من الظواهر السلبية ولتمكين عجلة التنمية الوطنية من الانطلاق إلى غايتها وتحقيق التطلعات الشعبية.
إن هذا التوافق الذي تحقق فتح أمام الوطن والمواطن أبواب الأمل بإنهاء كل مظاهر الانفلات ووقف هذا النزيف للقدرات الوطنية والتفرغ لتعزيز قيم السكينة وتحقيق الأمن والاستقرار للوطن والمواطن من خلال التصدي للعصابات الإجرامية التي تمارس هويتها في العبث بأمن واستقرار الوطن والمواطن وتجد هذه العصابات ضالتها أكثر حين يغيب التوافق بين شركاء المشهد ولهذا جاء ترحيب المواطن ومباركته بهذا الاتفاق الوطني على أمل أن يكون الجميع من الإخوة الذين أصبح بيدهم مصير الوطن يدركون أهمية المسئولية المناطة بهم وقدسيتها كونها تعنى بمصير وطن وشعب وبتطلعاتهما وعليه نتمنى من اللجنة ومن الإخوة الذين يشكلونها أن يرتقوا بمواقفهم ومسئولياتهم إلى مستوى التحديات التي تواجهنا والتي تتطلب مواجهتها مزيدا من الاصطفاف والتوافق وبما يمكننا من قطع دابر طابور الأزمات أيا كانت دوافعهم وأهدافهم ..
فاليمن بكل مكوناتها تواجه تحديات خطيرة وغير مسبوقة وغير قابلة للتسويف والتردد بل تتطلب مواجهتها يقظة وحنكة وإرادة وسرعة بديهة وبما يمكننا من تحصين واقعنا ومنع بؤر التوتر من أن تصبح نوافذ لمرور طابور التآمر والعبث فالتفاهم بين شركاء المشهد الذين يتمتعون بشرعية قانونية ودستورية وعليهم تقع مهمة إخراج الوطن من أزماته هذا التفاهم يعقد عليه شعبنا الأمل لدوافع كثيرة أبرزها أن هذا الشعب وهو يقدم المزيد من التضحيات من أجل أهدافه الاستراتيجية ودفاعا عن تحولاته ومنجزاته وخياراته الوطنية، هذا الشعب يستحق من المسئولين عنه والمعنيين بشئونه أن يخففوا عنه وطأة التحولات وقساوة المتغيرات التي فرضت نفسها تزامنا مع بروز سلسلة من الظواهر السلبية التي قطعا أثقلت كاهل الشعب، لهذا جاء التوافق المعلن ليعيد الثقة للمواطن الذي يتطلع إلى هذه اللجنة بكثير من الآمال والترقب وبكثير من الثقة بقدرة اللجنة وأعضائها على تغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الزائلة فالوطن هو الباقي والخالد والمصلحة الوطنية يجب أن تكون هي الطاغية في حوارات ومداولات الأخوة أعضاء اللجنة الذين عليهم سرعة تطويق كل الظواهر السلبية والتصدي لكل المخرجات الثقافية والسياسية التي تنال من السكينة والتحولات وبرؤى وطنية جامعة وشاملة تكرس خيار وحدة الهوية والانتماء والمصير الواحد، فالتسليم بواحدية الهوية والانتماء فعل مقدس يجب تكريسه بعيدا عن أي حسابات خاصة أو عابرة كما أن التنازلات من أجل الوطن مطلوبة من جميع الأطياف الذين عليهم أن يدركوا أن مهمتهم قد تكون شاقة إن ظلت آلية الحوار تقف في ذات المربعات القديمة التي عنونت أعمال الكثير من (اللجان) التي سبق أن خاضت في الشأن الوطني ولكنها للأسف في الغالب لم ترتق بدورها إلى مستوى الآمال الوطنية ولهذا رأينا بعضها ينتهي إلى خلق المزيد من الفجوات في الوسط المجتمعي وهو فعل لم يعد قابلاً للاحتمال في وضعنا الراهن وهذا يدفعنا لتذكير الإخوة أعضاء اللجنة بمختلف أطيافهم السياسية وقناعاتهم الفكرية أن ما يجب عليهم أن يجعلوه نصب أعينهم هو (اليمن) اليمن بتحولاتها الحضارية ومنجزاتها الوطنية وبأحلامها وآمالها وتطلعاتها المستقبلية، هذه اليمن يجب أن تكون حاضرة في وجدان وذاكرة اللجنة وفي مداولات أعضائها وهو الفعل الذي به فقط سوف نتمكن من مغادرة نفق الأزمات وشرنقة اللحظة بمخرجاتها الدامية المضرة بالسكينة والباعثة على القلق.
بيد أن تغليب المصلحة الوطنية في أداء ومهام لجنة الحوار ليس رجاءً ولا أملاً نطلبه بل هو واجب على اللجنة وأعضائها كما هو غاية وهدف وبالتالي لا بد من أن يكون لدى اللجنة من الوعي في معطيات الراهن ومتطلباته ومن الوعي بمعطيات القادم الوطني واستحقاقاته ما يكفل للوطن وللمواطن وللتحولات ولحاضر ومستقبل الوطن وأجياله الكثير من مقومات الاستقرار والتنمية والسكينة وتلك هي أهداف شعبية تتطلع إليها جموع المواطنين بمختلف أطيافهم وطبقاتهم والأمل أن تكون هذه الخطوة بداية تقودنا إلى مرافئ الاستقرار والأمن والتكامل والتلاحم والتفاعل الوطني الخلاق الذي نرجو أن يخيم بقيمه سماء الحاضرة السبئية لكي تواصل نسج ملاحمها الحضارية والتاريخية كخير أمة أخرجت للناس ..



نقلاً عن
 صحيفة الثورة