أين علماء الأمة مما يحدث في الصومال؟
الأربعاء, 28-يوليو-2010
الحبيب الأسود -
لا أحد يعلم السر الكامن وراء صمت علماء الأمة على جرائم منظمة إرهابية مثل ما يسمى بشباب المجاهدين في الصومال، هذه الجماعة التي تبيح قتل الأبرياء ونشر الفوضى واستعباد الناس باسم الدين والشريعة، والتي وصل بها الأمر إلى حد إرهاب الآمنين في العاصمة الأوغندية وإزهاق أرواح 76 شخصا كانوا يتابعون مقابلة لكرة القدم في إحدى المقاهي.

والقضية ليست في إرهابية هذه الجماعة، طالما أن الإرهاب أضحى تجارة رائجة في عالم اليوم، ولكن القضية في أن "شباب المجاهدين" يدّعون أنهم يقتدون بكتاب الله وسنة رسوله- عليه الصلاة والسلام- وبأنهم يسيرون على نهج الشريعة الإسلامية ويعملون لنصرة الإسلام والمسلمين.. وهم في الحقيقة قتلة ومجرمون وفئة ضالة تسيء إلى الدين الحنيف وإلى الصومال وإفريقيا، والإنسانية عموما.

وجماعة شباب المجاهدين التي حرّمت مشاهدة مقابلات كرة القدم والأفلام وسماع الأغاني وحتى رافعات صدور النساء ونغمات أجهزة الهاتف المحمول، واعتبرت كل من يستعمل جهازا لاستقبال البث التلفزيوني الفضائي جاسوسا، تمارس في الواقع جهادا ولكنه جهاد ضد الحياة، وضد النور والسلام، وضد الشعب الصومالي المقهور، وتطمح إلى إعادة الناس إلى الكهوف والظلام بمنعها من تقنيات العصر ومن اكتشافاته وإبداعاته وعلومه، باستثناء السلاح والرصاص والمتفجرات التي يتدرب الشباب اليافع على استعمالها قتلا وخرابا ودمارا.

وفي حين يتجه شيوخ الدين لإصدار الفتاوى المضحكة والغريبة من قبيل إرضاع الكبير وقتل الفأر "ميكي ماوس"، وإباحة سفك دماء أصحاب الفضائيات وتكفير الإعلاميين، وتحريم الحج بتأشيرة العمرة.. نلاحظ صمت الهيئات الشرعية وكبار علماء المسلمين، وخاصة في السعودية، على ما يدور في الصومال وعلى ما تقترفه جماعة الشباب المجاهدين التي تؤكد كل المعطيات أنها تحظى بدعم خفي من أطراف تعتقد أن في دعمها للإرهاب خدمة للإسلام والمسلمين، وهي الجهات ذاتها التي طالما دعمت القاعدة وطالبان والجماعات المتطرفة داخل العالم الإسلامي وخارجه..

إن المطلوب حاليا هو أن تقول الهيئات الشرعية ومراكز الفتوى وشيوخ الدين وزعماء الأمة المصدّقين كلمة حق في ما يرتكبه شباب المجاهدين، وأن يكون فاتح رمضان فرصة لإصدار- دعوة صادقة من المسجد الحرام إلى المغرر بهم في الصومال حتى يرحموا أنفسهم ووطنهم وشعبهم، وحتى يرحموا الدين الحنيف مما يلحقونه به من أذى أمام نظر العالم وسمعه.



نقلاً عن
 صحيفة العرب