خياران لا مَحِيدَ عنهُما !!
الاثنين, 26-يوليو-2010
أفتتاحية صحيفة الثورة -
من جديد يأتي تأكيد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أن خيارات الدولة في محافظة صعدة تقوم على محددات واضحة هي إحلال السلام وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وإعادة البناء والإعمار، والمضي في عملية التنمية في هذه المحافظة التي عانت كثيراً جراء فتنة التمرد الحوثية التي كانت وراء ما تعرضت له هذه المحافظة من تدمير وخراب طالا معظم مشاريع البنية التحتية من مدارس ومستوصفات وطرق وكهرباء واتصالات ومشاريع وإنشاءات شتى، ناهيك عن المعاناة والمآسي التي أحاقت بالمواطنين في صعدة وحرف سفيان جراء تلك الفتنة الحوثية، والتي أدت إلى تشريد الآلاف منهم من منازلهم وقراهم. وبوضوح خيارات الدولة في مواجهة تداعيات تلك الفتنة والتي يسبقها الحرص على تكريس عوامل الأمن والاستقرار والسلام ومباشرة إعادة البناء والإعمار وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم وقراهم، فإن الكرة تصبح في ملعب الحوثيين الذين عليهم الإيفاء بالتزامهم بتنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية على أرض الواقع ودون تلكؤ أو تسويف أو مماطلة أو عراقيل أو افتعال مشاكل جديدة بغية التهرب مما سبق الالتزام به. وعلى الحوثيين أن يدركوا أن انصياعهم لمتطلبات الأمن والاستقرار والسلام وتنفيذهم للنقاط الست وآليتها التنفيذية تحت إشراف اللجنة الوطنية المشكلة لهذا الغرض، هو في مصلحتهم بدرجة أساسية إذ أنه وفي ظل السلام يمكن لهم إعادة تطبيع أوضاعهم والاندماج مع المجتمع كمواطنين صالحين، لهم من الحقوق وعليهم من الواجبات شأنهم في ذلك شأن غيرهم من المواطنين. والدولة حينما تعلن عن تمسكها الصارم بخيارات الأمن والاستقرار والسلام، فإنها لا تنطلق في ذلك من ضعف، ولكن من عنصر القوة، ومن إيمان راسخ بأن تقدم اليمن ونهضته وبلوغ تطلعاته في النماء والتطور والرقي مرهون بدرجة أساسية باستتباب أمنه واستقراره وتفرغ أبنائه لعملية البناء والتنمية. وفي إطار هذه القناعة أيضاً جاءت دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لتلك العناصر الخارجة على الدستور والنظام والقانون، والتي تسعى إلى تعميم الفوضى وإذكاء الأزمات وثقافة الكراهية والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد إلى التوقف عن ممارساتها العبثية والتدميرية منبهاً تلك العناصر ممن يسمون أنفسهم بـ"الحراك" إلى خطورة اللعب بالنار والتمادي في الغي والأعمال العدائية ضد الوطن وأبنائه سواء أكان ذلك عبر الأعمال التخريبية وقطع الطرقات وقتل النفس التي حرمها الله، أو محاولاتها الرامية إلى نشر الفوضى وإقلاق السكينة العامة والتطاول على الثوابت الوطنية والتآمر على الوحدة والإيغال في تبني بعض الأجندات المشبوهة باعتبار أن ما تراهن عليه ليس سوى مجرد أوهام وأضغاث أحلام عشعشت في عقول أصحابها لتعكس خيبتهم في فهم الواقع اليمني الذي صار اليوم أكثر حصانة من أوبئة الماضي, التي أهال عليها شعبنا التراب بانتصار ثورته المباركة "سبتمبر/اكتوبر" وإعادة وحدته الوطنية وقيام مشروعه الوطني الديمقراطي الذي أخرج اليمن من خانة الضعف إلى دائرة القوة ومن وهدة التمزق والتشظي والتجزئة إلى فضاء أرحب من الاقتدار والمنعة وتحقيق الحضور الفاعل بين الأمم. وفي هذا الطرح القيادي المسؤول تأكيدات واضحة على أنه لا حرب سابعة في صعدة وأن السلام والاستقرار هما الخياران اللذان تعمل الدولة على ترجمتهما في الواقع العملي. كما أنه لا مجال للارتداد إلى الخلف وعودة عجلة الزمن إلى الوراء والعبث بمكتسبات هذا الوطن والمساس بالأهداف الوطنية التي ناضل هذا الشعب طويلاً وقدم التضحيات الغالية والسخية من أجل تحقيقها وبلوغ غاياتها. ولا مجال أيضاً للانقلاب على الثوابت وفي مقدمتها ثابت الوحدة المباركة الراسخة رسوخ جبال عيبان وشمسان والمحمية بإرادة الشعب التي هي من إرادة الله. وتحت سقف هذه الثوابت فإن باب الحوار سيظل مفتوحاً أمام الجميع لطرح أي مطلب أو تصور أو رؤية تبتغي مصلحة اليمن وتقدمه وتنميته واستقراره وأمنه. ومن خلال الحوار وحده يمكن الوصول إلى وصفة العلاج الناجع لكل المشكلات والتحديات وإرساء عوامل الأمن والاستقرار اللذين ينعم في ظلهما كل مواطن بالطمأنينة والسكينة وتتسارع خطوات النهوض بالوطن في مختلف الميادين والأصعدة. ذلك هو المسار القويم الذي سيحافظ عليه كل أبناء اليمن الشرفاء ولن يحيدوا عنه أبداً ولو كره الكارهون.