زيارة إيجابية
الأربعاء, 14-يوليو-2010
إفتتاحية صحيفة الثورة -
تؤمن الجمهورية اليمنية بأن العمل التكاملي العربي المشترك هو الطريق الوحيد الذي سيقود الأمة إلى المستقبل الأفضل.. وتعمل بخطى حثيثة عبر تحديد الأدوات التي تناسب روح العصر ولذلك عملت كل ما استطاعت من خلال المؤسسات العربية وعبر الاتصالات الثنائية على تعزيز التضامن العربي المشترك والدفع به إلى آفاق أكثر نضجاً وروية.. وتأتي المبادرة اليمنية لإنشاء الاتحاد العربي ووثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك التي أقرتها القمة الخماسية التي انعقدت في طرابلس ورفعتها إلى القمة العربية الاستثنائية المقرر انعقادها في اكتوبر القادم في ليبيا تعزيزاً للنهج الذي تخطه السياسة اليمنية إيماناً منها بأن الأمة العربية تملك من الإمكانات وعلى مختلف الصعد ما يؤهلها إذا تكاملت لأن تحل كل مشاكلها وتصبح عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي يمتلك الرؤية الواضحة للإسهام في إيجاد علاقات دولية قائمة على احترام الحقوق والندية في التعامل. وأتت زيارة أمير دولة قطر الشقيقة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تعزيزاً للنهج ولأهمية المواقف اليمنية في تعزيز العلاقات العربية العربية وتوطيد أسس السلام في المنطقة والعالم. وتؤكد السياسة اليمنية الخارجية وعلى صعيد علاقاتها بالعالم العربي أن اللقاءات الثنائية وسيلة مثلى للتواصل والتفاهم وتكاملية المواقف.. أضحت عنواناً بارزاً للعلاقات اليمنية القطرية القائمة على التفاهم وعلى إدراك أهمية التشاور حول كل ما يهم المنطقة باعتبار تأثير البلدين على مجريات ما يدور في سبيل الوصول إلى تعزيز الأمن والاستقرار والخروج إلى آفاق جديدة من التعاون الثنائي الذي يخدم في الأخير التكامل العربي المشترك.. ولأن الظرف دقيق في ما يتعلق بالقضايا المطروحة عربياً فكان لابد لليمن وقطر أن تقودا رؤية لا تخرج عن الرؤية العربية العامة وإن كانت العلاقات الثنائية تعزز موقف السلطة الفلسطينية بعد فشل المفاوضات غير المباشرة وما يحدث بالتوازي من تغيير على الأرض في فلسطين المحتلة وفي القدس تحديداً ما يفرغ القضية في الأخير من مضمونها إذا استمر السير في هذا الطريق الذي لا يفضي إلى شيء. وليس غريباً على قطر أن تجدد دعمها لتوجه الدولة في ما يتعلق بالقضايا الداخلية وتحديداً الحوار بين أطراف العملية السياسية وإعادة الاستقرار والأمن إلى صعدة، ليس ذلك بالغريب عليها وقد دعمت الوحدة اليمنية وتُجَدّدُ دعمها اليوم بل وتساهم في ترسيخ دعائمها عبر بحث سبل استيعاب العمالة اليمنية فيما السوق الخليجية، مساهمة في امتصاص البطالة فيما تمثل استثماراتها في الداخل اليمني مساهمة أخرى في توطيد دعائم الاستقرار. وما اهتمام قطر بحل كل المشاكل والمعوقات التي تعترض سبيل إحلال السلام والأمن في صعدة إلاّ لإدراكها أن يمناً مزدهراً اقتصادياً هو الوحيد الذي سيفتح كل الآفاق لحل كل مشاكله وسيغلق الباب أمام كل المتخرصين ودعاة النقمة ومن يستغلون كل صغيرة وكبيرة لضرب الاستقرار والأمن. وقد أكد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ترحيب اليمن بالدور القطري بالاتفاق على إعادة تفعيل اتفاقية الدوحة بإضافة نقطة سادسة ومهمة لإحلال الأمن والسلام وإعادة الإعمار. لقد كانت زيارة سمو الأمير حمد ناجحة بكل المقاييس ونتائجها الإيجابية ستلمس في الواقع وهي في الواقع أيضاً تصب في خانة تعزيز العمل العربي المشترك. إننا لن ننسى الوقفة الإيجابية لدولة قطر الشقيقة في وقوفها مع الوحدة اليمنية وحرصها الشديد على الحفاظ عليها.