الوحدة.. الحب.. الخبز
الجمعة, 28-مايو-2010
علي الشرجي -
تضاربت الأقوال حول تراتبية الأولويات الثلاث للمواطن اليمني والتي اخترتها مشروع عنوان لمقالي هذا بمناسبة العيد الوطني الذي لن يتوقف عند رقم أو زمن إلى ما شاء الله.
بالطبع ستكون محاولة فاشلة فصل العناصر الثلاثة عن بعضها في حياة أي إنسان ويمني بالذات.. وإن كانت تعني له الوحدة الوطنية اليوم أكثر من أي وقت مضى حياة أو موتاً ليس لدافع أناني أو طموح سياسي للنفوذ والتسيُّد على إخوته وأهله وجيرانه بل لأن الوحدة هي الحب والقوة وخبز الحياة فتخيلوا حياتكم بدون الحب والخبز!!
في السياسة من المستحيل أن تفهم الإنسان اليمني لكن لا بأس أن تتوقع تصرفاته إذا ما انجرحت مشاعره.. تهددت لقمة عيشه.. انتزع منه حق أصيل أو مكتسب غال كالوحدة!!
ومن يريد أن يتعامل مع الشعب اليمني ببساطة ونزاهة وبراءة فلينظر إليه على أنه لوحة سيريالية ليس بالضرورة أن تفهمها بوضوح وأن تدرك تفاصيلها وترى كل درجات ألوانها، لا بد أن تتعلم أن تكتفي بالانطباع العام وتتعلم منطقة التأمل والتفحص ربما تفهم شيئاً في النهاية، ولكن إذا غابت عن نظرك سوف تحصل على انطباع آخر!!
هذا هو الشعب الذي تنتمي إليه معظم الاستثناءات كما هو منبت البشر ومهد الحضارات عصي عند المصاعب وتلاطم الأمواج واختلاط الأوراق.
ولا أحد يعتقد أن الشعب اليمني غامض أو يتعمد أن يكون فهو من اشتهر بأنه لا يخضع إلا بالحب وللحب(ألين قلوبا وأرق أفئدة) ولا يهاجر ويفارق إلا لطلب الخبز، وهو الشعب الوحيد في المعمورة الذي لم ولن يقوى ويأمن ويستقر بغير الوحدة!!
فحذار من الأخطاء بحق اليمن واليمنيين، وأعني الجميع حكومة وأحزابا وأشقاء وأصدقاء ممن يهمهم أمرنا، فإن أي خطأ يمس وحدتنا وحبنا وخبزنا كفيل بأن يقضي على كل الإنجازات العظيمة التي تعب الجميع من أجل الوصول إليها وإن كانت البنان تشير دائماً نحو القادة والرموز والمؤسسين الذين نكن لهم كل تقدير واحترام وخالص الاعتزاز، ومن منحناه ثقتنا بانتخاب عن قناعة وطيب خاطر ينبغي أن لا نتحفظ أمامه فهو إنسان يبحث عن الصدق والحقيقة.


نقلاً عن
 صحيفة الثورة