الخليج عربي.. وسيبقى عربياً!
الأحد, 16-مايو-2010
خلف الحربي - إيران دولة عقلها صغير، صحيح أن لها رأسا كبيرا وجسما ضخما ولكن عقلها أصغر من حبة الفستق، وهي هذه الأيام مهووسة بحكاية (الخليج الفارسي)، حيث أصبحت تفتح الموضوع دون مناسبة ولا تتردد في إثارته حتى خلال مباريات كرة قدم أو الرحلات الجوية، ولعل أفضل شيء يمكن أن يفعله العرب هو عرض أفلام تسجيلية وندوات ثقافية حول عروبة الخليج، حينها ستترك إيران برنامجها النووي وتتفرغ لمهمة إثبات فارسية الخليج!.



هذا هو الحل الذهبي، كلما قالت إيران الخليج الفارسي عرضنا الأدلة الدامغة التي تثبت عروبة الخليج؛ وأولها أن السواحل العربية أطول من السواحل الإيرانية، وثانيها أن السواحل التابعة لإيران على الضفة الشرقية من الخليج كانت -وما زالت- موطنا للقبائل العربية، وثالثها أن ترويج اسم الخليج الفارسي دوليا كان بفضل شركات النفط الأجنبية،

ورابعها أن الفرس لم يكونوا في يوم من الأيام أهل بحر ومواطنهم بعيدة عن ساحل الخليج، وخامسها أن العديد من الجهات العلمية الرصينة والمتاحف في العالم ما زالت تسمي الخليج باسمه الصحيح (العربي): اعتمادا على الاكتشافات الأثرية والحقائق التاريخية، رغم احتجاجات إيران وضغوطها الدبلوماسية.

ترقيص إيران لا يحتاج إلى أكثر من مدرس تاريخ وقناة فضائية متخصصة في الردح، وحينها سوف تترك إيران مصالحها ومفاعلاتها كي تتفرغ للحروب الكلامية، ولأن الحروب الكلامية لعبتنا المفضلة التي لا يهزمنا فيها أحد أعدكم بأن تخرج إيران من المعركة الصوتية وهي تقلب رأسها الكبير دون أن تاخذ حقا أو باطلا!. ويستحسن أن يتيح البرنامج الفرصة للاتصالات الهاتفية، خصوصا من بعض العرب المأزومين الذين يناضلون في شوارع لندن أو يسعون لتحرير فلسطين من مقاهي كوبنهاجن، فهؤلاء رجال متخصصون في عمليات الكوماندوز المباغتة كلما اشتدت حروب الكلام، حيث يمكن أن يصرخ أحدهم بأعلى صوته: «كل الوقائع على الأرض تقول إنه الخليج الأمريكي»، وهنا سوف يجري الحرس الثوري مناورات بحرية عاجلة قبل نهاية وقت البرنامج من أجل تصحيح فكرة هذا المتصل!.

المسألة أبعد من اسم مختلف عليه، فإيران تبحث عما وراء هذا الاسم، إنها تظن أن تغيير الأسماء يمنحها الشرعية للسيطرة على المزيد من الأراضي العربية كي تلحقها بالأراضي العربية التي تحتلها!، ومثلما أطلقت إسرائيل على المدن والبلدات الفلسطينية أسماء عبرية مقاربة للاسم العربي الأصلي اتبعت إيران السياسة ذاتها، وإذا كانت (عسقلان) الفلسطينية قد تحولت إلى (أشكلون) فإن جزيرة قيس العربية قد تحولت إلى (كيش)، وفي الحالتين يتم إغراق المكان بالمهاجرين كي تختفي وجوه أصحاب الأرض الحقيقيين!.

*نقلا عن "عكاظ" السعودية.