الشعب اليمني قال نعم للوحدة..ولاحوار مع العناصر الانفصالية
السبت, 20-مارس-2010
الميثاق إنفو - قال رئيس الجمهورية في حوار لقناة "العربية" الفضائية بثته أمس ضمن برنامجها الأسبوعي "واجهة الصحافة :""إذا كان هناك من قلق، فليس على الوحدة وإنما من الزوابع التي تعيق مسار التنمية وتسعى لغرس ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد". وفي ما يلي نص المقابلة:
* مساك الله بالخير سيادة الرئيس، وحياك الله في قناة العربية. - يا مرحب.
* اسمح لي أقدم زملائي اللذين يشاركونا الحوار: الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة "الجزيرة" السعودية، الأستاذ جمال خاشقجي رئيس تحرير "الوطن" السعودية.. فخامة الرئيس، نريد نبدأ من صعدة، الجيش اليمني انتصر على عناصر فتنة التمرد، فهل توقفت الحرب بالفعل أم نحن أمام هدنة؟ - نستطيع أن نقول أن الحرب انتهت، وليس أنها توقفت أو أنها في هدنة، وإنما يمكننا القول إن الحرب انتهت عندما التزم الحوثي تماماً بالنقاط الست، وأعلن أنه ملتزم بالنقاط الست والآلية التنفيذية لتلك النقاط، وبهذا الإعلان تعتبر الحرب منتهية، وهناك مؤشرات إيجابية أنه بدأ ينفذ التزاماته من خلال نزع الألغام من الطرق الرئيسية والفرعية، وفتح الطرق وإنهاء التمترس على جنبات الطرق، كما بدأ يخلي أو إخلاء مواقع، ويمكننا القول أيضا إنه أخلى ما نسبته 60 بالمائة من مراكز الوحدات الإدارية في مديريات محافظة صعدة التي كان يتواجد فيها.
* ما المقصود بالوحدات الإدارية؟ - مراكز الوحدات الإدارية هي مقار عمل مسؤولي وموظفي مكاتب وحدات الجهاز الإداري للدولة والسلطة المحلية والأمن في المديريات، وقد بدأ يخليها ويسلمها للسلطة المحلية وللأمن.
* هو سيطر على عدد كبير يعني؟ - العناصر الحوثية كانت تتواجد في حوالي ست مديريات، وبدأ الحوثي حاليا بإخلاء أكثر من 60 بالمائة من مراكز الوحدات الإدارية في تلك المديريات، والبقية أخلاها، لكن هو منتظر وصول الشرطة لاستلام تلك المباني، وهذه هي المؤشرات الايجابية بإخلائه لمراكز المديريات وفتح الطرق ونزع الألغام وإنهاء التمترس على جنبات الطرق، والإفراج عن عدد من المحتجزين الذين كانوا لديه وسلمهم مساء أول أمس (الأربعاء) وعددهم حوالي 177 شخصا كانوا محتجزين لديه، فهذه نعتبرها مؤشرات ايجابية من حيث إثبات حسن النية بعدم العودة إلى إذكاء نار الفتنة مجددا؛ لأنه كان في المواجهات السابقة غير جاد، فكان يراوغ في الحرب الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة، والآن في ضوء هذه الحرب السادسة نلمس مؤشرات ايجابية لإنهاء الفتنة نهائيا، ونعتبر الحرب منتهية.
* كيف يسير عمل اللجان؟ - اللجان الوطنية الإشرافية على تنفيذ آليات الشروط الستة يسير عملها بشكل جيد.. وهناك مؤشرات إيجابية بأن ممثلي الحوثي يتعاونون بشكل جيد، واللجان المشكلة من الدولة من أعضاء مجلسي النواب والشورى يواصلون عملهم بصورة جيدة، وكذلك اللجان المشكلة من السلطة المحلية عملها جيد وتعمل طبقاً للآلية المعدة والتي تم الاتفاق عليها مسبقا بشأن تنفيذ آليات الشروط الستة.
* ولكن فخامة الرئيس نحن نعرف أنكم عرضتم الشروط الستة ولم يوافق الحوثي لفترة طويلة واستمرت الحرب.. كيف تفسرون قبوله أخيرا بهذه الشروط وإعلان التزامه بها؟ - دعنا نقول: علينا أن نضمد الجراح، فهو قد التزم، وطبعاً نستطيع أن نقول إن استمرارية العمليات العسكرية والخسائر الكبيرة التي تكبدها، رغم أن الدولة خسرت عتاداً وجيشاً وأمناً، لكن خسائره لن تعوض بينما الدولة عندما كانت تخسر جندي تستطيع أن تعوض ذلك، ويأتي بدل الجندي آخر، والآلية التي تعطب تأتي ببديل لها، وهو لم يكن لديه إمكانية لتعويض كل الخسائر التي مني بها.
* وهل أنتم على يقين بأنه لن يتقوى مجددا ويستغل توقف العمليات خلال هذه الفترة؟ - والله ما أستطيع أن أقوله، نحن ندرك انه راوغ في خمس حروب سابقة وأخذنا حسابنا في ذلك.. لكن عندما أعلن التزامه بشروط الدولة لإنهاء الفتنة وعدم العودة لإشعالها مرة أخرى فاعتبرنا هذه الحرب هي النهائية وعسى أن يكون أدرك أن لا جدوى من هذه الفتنة المشؤومة سوى سفك الدماء والمزيد من الدمار والخراب، ونأمل أن يكون استوعب أنه من المستحيل على أي معارض أو من يخرج على الشرعية الدستورية أن يسقط النظام السياسي من الكهوف أو من الجبال، ومن يريد الوصول إلى السلطة فعليه أن ينخرط في العمل السياسي وينشط سياسياً ويطرح برامجه أمام الشعب سعيا لنيل ثقته عبر صناديق الاقتراع في إطار النهج الديمقراطي، فهذا أجدى وأضمن بدلا من رفع السلاح ضد الدولة والتمرد عليها، فهذا عمل تخريبي.
ولهذا نحن نعتبر أن الحرب انتهت وعلينا تضميد الجراح، وعلى الحوثي والحوثيين الالتزام التام بتنفيذ النقاط الست وآلياتها التنفيذية، ونحن لمسنا مؤشرات ايجابية لذلك ونشجع على الدفع بالإيجابيات، ونأمل سرعة استكمال تنفيذ بقية الشروط والآليات.
* فخامة الرئيس فهمت من مسؤول أمني سعودي بأن انتشار الجيش اليمني على الجانب السعودي لم يكتمل بعد، خاصة في منطقة الملاحيظ.. متى سيكتمل انتشار الجيش؟ - قوات الأمن وحرس الحدود تحركت منذ أربعة أيام، وبدأت بالانتشار منذ ثلاثة أيام في كل من الملاحيظ وشذا ورازح وغمر، وبالنسبة للشريط الحدودي في جبل الدخان والجبال التي كانت تتواجد فيها عناصر الحوثي وهي من الأراضي السعودية فهذه أراض سعودية وفي جوارها مرتفعات يمنية بنفس التسمية سيتواجد عليها الجيش اليمني وهو موجود الآن في المعسكرات على الحدود وينتظر استكمال شق الطرق والتأكد من نزع الألغام لضمان سلامة تحرك الآليات، وإن شاء الله خلال أسبوع أو عشرة أيام يكتمل انتشار الشرطة في مراكز المديريات، وكذلك يكتمل انتشار وحدات الجيش من حرس الحدود في المواقع الحدودية مع المملكة.
* هل هذا سيكون كافياً لضبط الحدود؟ - نحن حرصنا أن يكون لدينا أجهزة أمن كافية لضبط الأمن وجيش كافٍ على الشريط الحدودي لضمان عدم السماح بأي تسلل أو أية اختلالات أمنية على الحدود بين اليمن والمملكة.
* من الواضح أننا في السعودية ننوي ترك مسافة عشرة كيلومترات ما بين الحدود وهذه إجراءات جديدة لعل لكم رأي في ذلك؟ - بالنسبة لنا صعب بأننا نخلي عشرة كيلومترات من الجانب اليمني؛ لأنها مناطق سكان ومساكن ومزارع ولا نستطيع أن نرحّل مواطنين عاشوا فيها من مئات وآلاف السنين في هذه الوديان وفي تلك المرتفعات، فهي مناطق جبلية ومزارع ووديان ومن الصعب أن نرحل السكان إلى مكان بعيد لأن خلفهم مرتفعات جبلية وليس أراضٍ صحراوية نستطيع أن نعوضهم فيها بأراض زراعية، فهذا صعب جداً ولن نستطيع أن نزحزح مواطنين، لكن مسؤوليتنا هي اختيار الشرطة وأجهزة الشرطة المحلية، وكذلك الجيش الذي هو من سيتولى حماية الحدود لتأمين سلامة الشريط الحدودي بين المملكة واليمن.
* لكن ما تفعله السعودية في أرضها هي.. - لا .. أقول لك لماذا ... معاهدة الحدود الموقعة بين اليمن وبين السعودية حددت مسافة عشرين كيلومترا من جانبي حدود البلدين للسماح فيها بالرعي، فلا اعتقد أن إخلاء السكان يشكل خطورة أو يشكل إخلالا بالمعاهدة، فمعاهدة الحدود كفلت حق الرعي والانتقال للمناطق المجاورة في هذه المسافة الحدودية.
* لكن إذا كانت المنطقة لم يكن فيها سعودي فبالتأكيد لم يسمح لليمني أن يدخل في تلك المنطقة الممنوعة؟ - هو يسمح له لأنه لن يدخل للتجارة ولا يدخل لغرض آخر، إذا كان الأمر مقتصر فقط على الرعي، والرعي شيء بسيط لا يشكل مشكلة.
* فخامة الرئيس، أنت تعتقد أن الحوثي دخل على الحدود السعودية ليعالج أزمته الداخلية أم عليه ضغوطاً خارجية لكي يتسلل إلى الحدود؟ - بدأت بشقيها: أولاً لمشاكله الداخلية وأيضا دفع لا يستبعد أن يكون خارجياً، وأنا أؤكد أنه ليس من المستبعد بل ومن المؤكد بنسبة تزيد عن 80 بالمائة إلى 90 بالمائة أن يكون وراء ذلك دفعا خارجيا ممن يريد تصفية حسابات له في المنطقة مع المملكة العربية السعودية وإخلال بأمنها وتوجيه رسالة إلى المملكة من خلال هذه العناصر الحوثية؛ لأنه ليس لدينا مشكلة مع الحوثي، والحوثي ماذا يشكل من مشكلة؟ فالحوثي هو مؤدلج أدلجة خارجية، وخلينا نقول هو يتبنى الاثنى عشرية وهو زيدي ونحن في اليمن زيود وشوافع وليس لدينا مشكلة في دخول المذهب الاثني عشري إلى صعدة إلى الحوثيين، ولكن ذلك شيء جديد، فنحن لسنا ضد المذهب الاثني عشري الشيعي في أي مكان، نحن لسنا ضده، نحن نؤمن بتعددية المذاهب لكن نرفض فرضه على بلادنا أو مواطنينا ليتبنوه، فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، كما نرفض إذكاء نار الفتن المذهبية؛ لأننا منذ آلاف السنين في اليمن شوافع وزيود، نعيش في وئام وانسجام ولا يوجد خلاف بين الشوافع والزيود، وهذا مذهب وافد جديد مدفوع ثمن الترويج له لإذكاء نار الفتن المذهبية، ولتوجيه رسالة معينة للجارة السعودية، فهذا واضح؛ لأنه ما هو المكسب لمن يسعى لدعم نشره في المناطق الحدودية لليمن مع المملكة، فاليمن عاش 48 سنة منذ قيام الثورة وهو يعيش في أوساط هذه ...
* المذاهب؟ - لا في أوساط ما يحدث من زوابع وفتنة ومحاولة عودة الإماميين إلى الحكم بعد قيام ثورة 26 سبتمبر في 1962، وواجهنا فلول الإمامة في مواجهات مسلحة استمرت سبع سنوات، ثم واجهنا مشاكل بين الشطرين، ولهذا اليمن ليس لديه مشكلة ولكن هذه رسالة موجهة للمملكة.
* فخامة الرئيس أنت فيما يتصل بالمذاهب قلت في عام 2005 في لقاء تشاوري مع جمعية علماء اليمن إن الدولة ستشرف على المراكز التعليمية إشرافا كاملاً.. أين وصل هذا؟ - نحن كان لدينا عدة مسارات للتعليم، مسار وزارة التربية والتعليم، ومسار المعاهد العلمية وبقية المعاهد الأخرى، والمعاهد العلمية دمجت ضمن مدارس وزارة التربية والتعليم وتوحدت مناهج التعليم وخلاص انتهى ما كان في السابق تعليمين.
* المناهج؟ - المناهج أصبحت هي مناهج وزارة التربية والتعليم وليس مناهج المعاهد الأخرى التي كانت قائمة.
* والخاصة؟ - الخاصة هي التي كان يقيمها الحوثي في شبه كتاتيب أو حوزات في الجوامع أو الدروس التي تلقى ما بين العشاء والمغرب أو ما بين العصر والظهر، فهذه هي الجديدة التي لم تكن تشرف عليها الدولة، فهو يأتي إلى الجامع ويجلس مع الفقهاء ويقول أنا أسمع قرآن، يسمع قرآن ومن ثم أقام المراكز الصيفية والمراكز الصيفية هذه أحدثت لنا إشكالية في محافظة صعدة واستقطبوا الشباب الصغار خامس ابتدائي إلى سادس ابتدائي، وكل الذين قاتلوا في صف الحوثي والذين تحوّثوا لا تزيد شهاداتهم عن الإعدادية، ويندر أن تجد منهم من يحمل مؤهل ثانوية عامة أو مؤهل جامعي، ولهذا كانوا يستقطبونهم على هذا الأساس ليسهل لهم غرس الأفكار الوافدة للاثني عشرية والأفكار المتطرفة الموجودة في ملازم ما يسمى بحسين الحوثي وهو غير معروف من قبل اليمنيين على الإطلاق، حتى تشبّع أولئك الشباب بتلك الأفكار وانخرطوا للقتال في فتنة الحوثي ويقولون: "نحن نقاتل مع سيدي حسين ضد الأميركيين والإسرائيليين"!.
* أنا أريد فخامة الرئيس تسمية هذه الدول، أنت أشرت في مقابلات وأحاديث سابقة إلى الدول الداعمة للحوثيين سواءً بالسلاح أو بالمال أو بأي شيء آخر؟ - دعني أقاطعك.. هل هي دول أم أشخاص.
* أشخاص وفيه دول؟ - في ما يتصل بالأشخاص..تستطيع أن تقول إن الدعم الذي كان يأتي من أشخاص خارج اليمن كانت دولهم لا تعلم بذلك، وكان جمع التبرعات موجود في أكثر من دولة في المنطقة والدول المعنية باتت اليوم على علم بذلك، وتعمل على تشديد الرقابة لمتابعة هذا الأمر.
* لدينا في السعودية من هؤلاء؟ - نعم.
* هل لنا أن نعرف أسماء الدول الأخرى فخامة الرئيس؟ - يعني كل من تعاطف مع الحوثيين باسم الشيعة الاثني عشرية في المنطقة هم الذين تعاطفوا وجمعوا تبرعات لدعم الحوثيين.
* فخامة الرئيس، نسأل عن الجهات التي تدعم الحوثي وأنت أكدت أن هناك دعماً من دول ومن جهات تفضل بالمواصلة؟ - هناك دول في المنطقة تريد أن توجه رسائل في المنطقة وهناك أشخاص متعاطفون مع الحوثيين لإيجاد مذهب جديد في اليمن غير المذهبين الموجودين على أرض اليمن وهما الزيدية والشافعية، وذلك لاعتبارات سياسية معينة، واليمنيون معروفون أنهم زيود وشوافع وليس لديهم مشكلة.
* أنا كنت سألتك هل لدينا في السعودية من هؤلاء؟ فقلت نعم.. فلدينا في السعودية آل حميد الدين آل الوزير وهم زيود، هل يعقل أنهم يدعمون أو أن بعضهم يدعم الحوثيين؟ - نعم هؤلاء يحلمون بعودة الإمامة، ويعني من أمثال هؤلاء.
* يعني تؤكد أن من آل حميد الدين من ساعدوا الحوثيين؟ - نعم، نعم، نعم، ولدينا وثائق تؤكد أنهم على اتصالات بالحوثيين ودعموا الحوثيين وجمعوا التبرعات لدعم فتنتهم في محاولة لعودة الإمامة فهم مازالوا يحلمون ولم ييأسوا من استحالة عودة الإمامة، رغم أنه مضى على الثورة اليمنية 48 سنة، وهم مازالوا يحلمون بإمكانية عودة الإمامة ويدعون أن لهم حقاً إلهياً، والحوثي هو عبارة عن أداة، أداة لمن هم موجودون في السعودية أو غير السعودية.
* هل الأفراد اللذين يدعمون موجودون في دول خليج أخرى؟ - يتواجدون في السعودية وفي أكثر من دولة في المنطقة، بل وهناك أشخاص يتواجدون في بريطانيا وأميركا وغيرها.
* مارد الحكومة السعودية على ذلك؟ - المملكة العربية السعودية ضد هذه التصرفات واتخذت إجراءات جيدة.
* عودة إلى موضوع الحدود السعودية- اليمنية.. بخلاف ما أشرتم إليه فخامة الرئيس من وجود الجيش ومن وجود منطقة عازلة في حدود عشرين كيلومترا، هل هناك آلية أخرى أو خطوات أخرى ممكن نطمئن من خلالها على ضبط الحدود؟ - نحن على تواصل مع الأشقاء في المملكة لإيجاد دوريات مشتركة وإيجاد وسائل وأجهزة حديثة ورقابة صارمة على طول الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة والذي يتجاوز طوله أكثر من 2000 كم، أيضا هناك البحث عن مسارين على خط الحدود؛ مسار في الجانب اليمني للدولة اليمنية، ومسار في الجانب السعودي للدولة السعودية، وهذه هي المسارات المشتركة، وهناك ما يسمى بـ"نُوَبْ" وأبراج، توضع عليها كاميرات تراقب ما بين كل برج وبرج وهي مسافة تمتد أكثر من كيلومتر، وسنراقب من خلالها أية حركة في الليل أو في النهار على طول الشريط الحدودي، وهذا مشروع نحن نبحثه مع عدة شركات، وإن شاء الله يتم تنفيذ هذا المشروع ويتم الضبط الكامل للحدود لمنع تهريب المخدرات أو الأسلحة والمتفجرات، وهذا المشروع هو محل بحث بين السلطات اليمنية والسلطات السعودية في الوقت الراهن.
* لكن هناك مخاوف أيضا من استمرار تجارة السلاح هنا في اليمن ويمكن بعض التجار في اليمن نشطين فيها حتى يقال إن الصومالي عندما يريد أن يسوّق سلاحاً يأتي إلى اليمن، القاعدة عندما تسوّق سلاحا في السعودية تقول إنها اشترته من اليمن فهذه تجارة موجودة في اليمن؟ - بالعكس نحن السوق اليمنية تغرق بالأسلحة، وبالنسبة للأسلحة تأتي من الصومال جراء انفلات الأوضاع في الدولة الصومالية بعد انهيار النظام الذي كان بقيادة محمد سياد بري، فقد كان لدى الدولة الصومالية ترسانة من الأسلحة؛ لأنها كانت ضمن حلف وارسو وكان لديها ترسانة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وعندما تفككت هذه الدولة كل القبائل الصومالية نهبت تلك الأسلحة وأخذتها غنائم.
* ماذا عن الكلام عن السلاح الذي يأتي من مخازن الجيش اليمني؟ - ابداً.. فالأسلحة تتسرب عن طريق البحر والمهربون لجلبها إلى تجار الأسلحة والدولة تقوم بشرائها وتتهرب من تلك الأسلحة التي تتسرب لليمن، وضبطت الأجهزة الأمنية على بعضها في الحدود مع المملكة العربية السعودية، وهناك تعاون مشترك، ولا صحة لما يقال أنه يوجد تسليح وأنه يوجد تهريب من مخازن الأسلحة وهذا لا أساس له من الصحة، ولكن تستطيع أن تقول أنه إذا فر عسكري واحد أو اثنين عسكر أو عشرة عساكر بأسلحتهم الشخصية أو يعني جراء مخلفات حرب 94م تسربت كمية من الأسلحة والذخائر وأصبحت بيد القبائل.
* أي لا يوجد أي تعاطف من بعض أفراد الجيش اليمني؟ - لا.. لا يتورط مسؤول في هذا، وكان يوجد في الماضي ترخيص لبعض تجار السلاح يستوردون أسلحة للحكومة اليمنية وهذه كانت لعبة من قبل تجار السلاح، وأصدرنا قرارا بأن الدولة هي لوحدها التي بإمكانها أن تستورد أسلحة.
* قبل أشهر قليلة صدر هذا المرسوم؟ - لا .. هو صدر قبل عدة سنوات، ولا أتذكر بالتحديد، وإنما صدوره كان قبل حوالي أربع أو خمس سنوات تقريبا، والأسلحة التي كانت تأتي لنا مهرّبة من الصين وتأتي لنا مهرّبة من عدة جهات من الدول التي انضمت مؤخرا إلى عضوية الاتحاد الأوربي من دول ما يسمى حلف وارسو، فقد كانت تأتي هذه الأسلحة عن طريق البحر ونفاجأ أنها وصلت إلى الموانئ ونأخذها ونصادرها.
* فخامة الرئيس ننتقل لموضوع العلاقة مع أميركا، الصحافة الأميركية كتبت أن القوات الأميركية تحدثت عن مضاعفة عدد أفراد القوة العسكرية في اليمن وعن زيادة عملية الطائرات التي تعمل بدون طيار، تحدثت عن زيادة أفراد القوات الأميركية في اليمن وزيادة العمليات أو الطيارات بدون طيار؟ - هذا كلام لا أساس له من الصحة، لا يوجد على الأرض اليمنية لا في اليابسة ولا في المغمورة أي تواجد أميركي، وليس بيننا أية معاهدة أو اتفاقية تسمح بالتواجد الأميركي على أراضينا، بل هناك تعاون امني يمني - أميركي في مكافحة الإرهاب في إطار الشراكة الدولية في هذا الشأن.
* تدريب؟ - في مجال التدريب لقوات مكافحة الإرهاب، وهذا يعني خبراء محدودين بالعشرات ولا يزيد عدد بعثة الخبراء الأميركيين في اليمن عن 40 الى 50 شخصا.
* وتبادل معلومات أيضا؟ - يوجد تعاون أيضا في تبادل معلومات في مجال مكافحة الإرهاب.
* فكيف تصف العلاقة اليمنية - الأميركية في ضوء التطورات؟ - التعاون اليمني - الأميركي في مجال مكافحة الإرهاب ايجابي، فلدينا تبادل للمعلومات، وهناك تعاون ممتاز وفي مجال تدريب قوات مكافحة الإرهاب والوحدات الخاصة، وهذا شيء إيجابي.
* وبالنسبة للحوثيين؟ - بالنسبة للحوثيين، لا يتدخلون على الرغم أن الشعار الذي يرفعه الحوثيون "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل".. ولكن الأميركان لا يعيروه أي اهتمام.
* فخامة الرئيس، بالنسبة للوضع الداخلي.. أنتم قلتم في حوار مع جريدة الحياة إن الحوار مع المتطرفين حقق فائدة بنسبة 60 بالمائة، فكيف كان هذا الحوار؟ - حقق الحوار نجاحا نسبيا مع عدد من المغرر بهم من قبل العناصر الإرهابية، يعني حقق نجاحا ايجابيا تتراوح نسبته مابين 50 – 60 بالمائة، فهناك من اعتدلوا، ولكن من المؤسف أيضا أن هناك ممن خرجوا من السجون بعد أن حاورناهم واعتقدنا أنهم عادوا إلى جادة الصواب، واتضح لنا مؤخرا أنهم عادوا وانخرطوا مجددا ضمن الخلايا الإرهابية ومنهم من تم استهدافهم وقتلوا في الضربات التي نفذتها أجهزة الأمن مؤخرا وآخرهم الذين قتلوا في الضربة التي نفذتها القوات الجوية مساء الأحد الماضي وهم ثلاثة: أحدهم اسمه العنبري، والثاني أم زربة، وهم من العناصر الذين كانوا مسجونين وأعلنوا التوبة وتم الإفراج عنهم.
* وبالنسبة للحوار مع القاعدة؟ - هؤلاء من العناصر التابعة لتنظيم القاعدة.
* في ضوء هذا، هل فقدتم الثقة بمشروع الحوار؟ - نستطيع القول افتقدنا الثقة في عناصر ولم نفقدها في العناصر الأخرى الذين عادوا إلى رشدهم وعادوا للانخراط في المجتمع مواطنين صالحين مسالمين، وتستطيع تستشهد بالموقوفين الذين تم تعقبهم وضبطهم، بينما هناك عناصر فقدنا الثقة منها وتم ضربهم سواء في مارب أم أبين وشبوة أم الجوف.
* مخاطرة فكرة الحوار مع هؤلاء وإعطائهم الثقة مرة اخرى؟ - نحن ينبغي أن لا نيأس وسنواصل الحوار حتى وإن كان النجاح مع هؤلاء بنسبة 20-40 بالمائة يتم إعادتهم إلى جادة العقل والصواب، والبقية يفشل معهم ويظلوا غير صالحين، فلماذا نترك الجميع في زاوية واحدة؟
* لكن 40 بالمائة غير صالحين قد يفجّر أي منهم نفسه في سوق في صنعاء مثلا؟ - يتفجّر أينما يتفجر سواء في سوق أم في مؤسسة أم منشأة وطنية، ولكن من المفيد لأجهزتنا الأمنية أن تنفذ ضربات مسبقة ضدهم قبل أن ينفذوا عملياتهم الإرهابية.
* أنت فخامة الرئيس أبو الوحدة اليمنية، والآن ما يجري من قلاقل في المحافظات الجنوبية هل يقلقك على الوحدة؟ - أنا لست قلقاً على الوحدة، فالوحدة اليمنية وجدت لتبقى، وأظن أن أي مشروع كبير لابد أن يواجه ببعض الصعوبات، فمن حيث أن أقلق.. فقد أقلق ليس على الوحدة وإنما من الزوابع التي تعيق مسار التنمية وتسعى لغرس ثقافة الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد، ثقافة شطرية وغير سليمة من قلة من العناصر التي خسرت مصالحها في السلطة بعد قيام الوحدة، ومنها عناصر جاءت معنا إلى الوحدة ثم ارتدت عن الوحدة.
* من يحرك هؤلاء؟ - تحركهم المصالح مثلاً.
* ما في شيء خارجي؟ - لا.. لا في الوقت الراهن، وبالنسبة لحركتهم في صيف 94 فقد كان هناك وضع استثنائي في المنطقة في ضوء مخلفات حرب الخليج، أما الآن فليس هناك قوى خارجية تحركهم ما عدى الأموال التي وفروها من بعد حرب الخليج.. من حرب 94م من ممتلكات الدولة الشطرية التي أمموها قبل مجيئهم إلى الوحدة في 22 مايو 1990م، أخلوا الخزينة العامة وأفرغوا رصيد مؤسسات الدولة التي كانت قائمة في الشطر الجنوبي من الوطن قبل الوحدة ونهبوا أموالها وأودعوها في حسابات خاصة بهم في البنوك خارج الوطن، وهم الآن يستثمرون تلك الأموال.
* ولكن ألا يقلقكم تزامن الحراك في الجنوب مع الحوثيين؟ - واجهناهم معا، واجهنا ما يسمى الحراك وواجهنا الحوثيين وتصدينا للحراك الانفصالي وتصدينا للحوثيين؛ لأن لدينا مشروعا وطنيا كبيرا، وهم مشاريعهم لاوطنية ومصيرها سيكون الفشل، فمثلاً مشروع الحوثي فشل.. لماذا؟ لأنه رفع السلاح في وجه الدولة وخرج على القانون، ومشروع ما يسمى بالحراك، وأنا اسميه باسمه الصحيح هم قوى انفصالية مرتدة، ولهذا سيفشل مشروعهم مهما آزرتهم بعض التغطيات من بعض القنوات الإعلامية، فهناك مع الأسف قنوات إعلامية تضخم الأحداث وتظهرها بشكل مضخم عكس ما هي عليه في الواقع، وتؤجج أكثر مما هو على الواقع..يعني أعطيك مثالا.. يخرج خمسون أو مائة معتصم وتقوم بعض القنوات الفضائية بإبراز خبر الاعتصام مصحوبا بصور جلبتها من الأرشيف لمظاهرة من سنتين أو ثلاث فيها ألفان ثلاثة أو حتى خمسة آلاف تدعو للانفصال، وآخر نوع من هذه التغطيات حدثت قبل أسبوع وستحدث اليوم وغدا أو في هذه الساعة أو تلك، وأنا أعرب عن أسفي الشديد أن تنزلق بعض القنوات الفضائية في المنطقة إلى هذه الممارسات اللامهنية واللا أخلاقية مما أفقدها مصداقيتها لأنها لم تلتزم بالمهنية.
* لكن ما هو مشروعكم لمعالجة هذه المشكلة كما عالجتم مشكلة الحوثيين؟ - هذه مشاريعنا: أولاً: الذي يمثل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هم من كبار رجالات الدولة في السلطة البرلمانية في مجلسي النواب والشورى وفي السلطة التنفيذية في السلطات المحلية، هؤلاء هم من يمثلون المحافظات الجنوبية والشرقية ما عداهم فهم مرفوضون ولا نقبل أن يمثلوا أو يتحدثوا باسم الجنوب.
* أنت فخامة الرئيس طلبت حواراً.. مع من تطلب الحوار إذاً؟ - مع الشخصيات الوطنية الوحدوية، مع أية عناصر وطنية وحدوية لديها أية مطالب مشروعة، فنحن مستعدون لنحاورها، أما العناصر الانفصالية المرتدة فلا يمكن أن نحاورها.
* فخامتك... - واضح هذا، لن نحاور عناصر انفصالية خانت وطنها، بل سنحاور عناصر لديها حس وطني وتستوعب قضايا ومصالح الوطن وتنشد مستقبله الزاهر بغية معالجة أية قضايا أو شكاوى قد تكون لديها فسنحاورها ونتفهم أية مطالب لديها تحت سقف الوحدة والدستور، ومن خلال ممثلي السلطة المحلية في المحافظات الجنوبية والشرقية.
* القنوات السياسية؟ - القنوات السياسية.
* قبل يومين صرحتم بأن الوصول إلى الرئاسة يتم عبر صناديق الاقتراع، فلماذا لا يكون أيضا موضوع الوحدة مسألة انفصال عبر صناديق الاقتراع، وأنا قادم إلى مقر الرئاسة رأيت لوحة إعلانية كبيرة مكتوب عليها الوحدة أو الموت، ألا ترون أن هذا الاختيار صعب؟ - كان مرفوع شعار في ظرف معين في مرحلة الدفاع عن الوحدة وإحباط فتنة محاولة الانفصال في صيف 94، وهذا كان شيئاً طبيعياً لأنه لابد من تحفيز جماهير الشعب لإحباط تلك المحاولة، وترفع هذا الشعار (الوحدة أو الموت) في سبيل الدفاع عن هذا المنجز الوطني والقومي العظيم والمشرف.
* لكن الشعار مازال موجوداً في صنعاء وشاهدته قبل قليل؟ - الوحدة ثابتة، الوحدة تم الاستفتاء عليها وهذا أمر مسلم به، في عام 1991 استفتي على الوحدة ودستورها مباشرة من الشعب وقال الشعب اليمني في جنوب الوطن وشرقه وشماله وغربه قال نعم للوحدة، واستفتي عليها الشعب اليمني مرات أخرى بإجراء عدة دورات انتخابات برلمانية ومحلية ورئاسة، وكانت الانتخابات البرلمانية الأولى في العام 1993، وآخر محطة انتخابية هي الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في العام 2006، فهذا كله استفتاء والذين موجودون في البرلمان وقيادات السلطة المحلية وأعضاء المجلس المحلية منتخبون من الشعب .. إذاً المشكلة هي في الذين خسروا السلطة ولم ينالوا ثقة الشعب وخرجوا يرفعون اليوم شعار الانفصال أو يدعون إلى فك الارتباط، وهؤلاء هم خسروا وخرجوا من السلطة برضاهم وليس نحن من أخرجهم بل خرجوا برضاهم واستلموا ثمن دماء زكية سقطت في حرب صيف 94 وخرجوا فارين والآن يطلون برؤوسهم مجددا لرفع هذا الشعار دون أن يستفيدوا من دروس الماضي وكيف اصطف شعبنا للدفاع عن وحدته المباركة وأفشل مشروعهم الانفصالي رغم ما كان لديهم من ترسانة ضخمة من أحدث الأسلحة ومن الطائرات والصواريخ، ولكن مشروعنا السياسي الوحدوي مشروع أبناء اليمن هو الذي انتصر، وقال شعبنا العظيم نعم للوحدة لا للانفصال، وانتصرت الوحدة، ومع ذلك هناك من لم يعتبر من الماضي ويعود الآن ليرفع شعار الانفصال وفك الارتباط مرة أخرى.
* فخامة الرئيس.. قدمت السعودية مليار دولار لدعم مشاريع التنمية في اليمن وبعض المانحين تعهدوا بمبالغ مالية.. ماذا قدم منها حتى الآن؟ - والله السعودية قدمت مليار دولار، والكويت مائتي مليون، وقطر خمسمائة مليون، والإمارات دفعت أكثر من خمسمائة، وهي كانت تعهدت في مؤتمر المانحين في لندن بخمسمائة، ولكنها قدمت أكثر من مليار مباشرة لعدة أغراض، وأوفت أكثر من التزاماتها في مؤتمر لندن، وكذلك الحال سلطنة عمان تعهدت بـ100 مليون دولار.
* لكن فخامة الرئيس، المانحون بالتأكيد سيطرحون موضوع الأداء الحكومي ومحاربة الفساد، وأيضا أنا سمعت صباح اليوم من شاب يمني سألته ماذا اسأل الرئيس؟ قال لي إسأل فخامة الرئيس عن الفساد ومن حول الرئيس ممن يجب أن يحاسبوا؟ - هذا سؤال جيد شيء جميل، لا يوجد بلد في العالم إلا فيه فساد وشعار مكافحته مرفوع، وهذه أصبحت موضة في كل بلد في العالم من أميركا إلى أصغر بلد في العالم ستسمع كلمة الفساد، ونحن حرصنا على تعزيز إجراءات مكافحة الفساد وأنشأنا هيئة عليا للمكافحة الفساد، واتخذنا عدة خطوات في هذا الجانب، هناك العديد من القضايا تم كشفها وأحيلت إلى نيابات ومحاكم الأموال العامة للبت فيها ومحاكمة مرتكبيها، وهيئة الفساد هي المسؤولة عن محاربة الفساد ومتابعة الفاسدين.
* اللجان يا فخامة الرئيس لا تسوي شيئا، يعني أنا سمعت لطرفة من واحد من الإخوان اليمنيين يقول فيه: لجنة لمكافحة القات لمّا تجتمع تخزن.. هل هذا صحيح؟ - هذا ربما يكون صحيحا، أما بالنسبة لهيئة مكافحة الفساد فأنا استطيع أنا أقول في ضوء ما رفع إليّ من تقارير أنها حققت نتائج ممتازة جداً في مكافحة الفساد.
* هل حوسب أي مسؤول كبير يعني؟ - أعتقد أن الفاسد الكبير لا يمسكوه، يمسكون الفاسد الصغير، هذا في العالم كله.. لم يمسكوا فاسدا كبيرا.
* فخامة الرئيس، الوقت انتهى؛ وقت المقابلة، وتبقى لدي سؤال واحد.. أنت قلت قبل بضعة أشهر أنك لن تترشح لمنصب رئيس الجمهورية ولن تقبل الترشح مجددا..؟ - أولا أنا عندي فترة دستورية محددة؛ خلاص أنا ملتزم بالدستور الساري المفعول، الآن لدي هذه الفترة الرئاسية فقط، وأكمل ما تبقى من المدة الرئاسية، ولن أترشح، وأقولها: لن أترشح مرة أخرى. * شكراً يا فخامة الرئيس على سعة صدرك وصراحتك، وإن شاء الله نلتقي مرة أخرى.
|