القرصنة..من الآثار الاقتصادية إلى التهديد الأمني
الأحد, 24-يناير-2010
(السياسية)- أبو بكر عبد الله - ‏تفاعلات ظاهرة القرصنة البحرية والسطو المسلح على ‏السفن عادت إلى الواجهة مؤخرا في العمليات التي ‏تعرضت لها عدد من السفن التجارية اليمنية والدولية قبالة ‏السواحل الصومالية في الآونة الأخيرة، لتؤكد أن الظاهرة ‏لا تزال تمثل تهديدا على حركة الملاحة الدولية، رغم كل ‏الجهود المبذولة لمكافحتها.‏
وكانت القضيّة محور مناقشات في ندوة "القرصنة البحرية ‏قبالة السواحل الصومالية وتداعياتها على الأمن في اليمن"، ‏التي نظّمها المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية ‏بمشاركة العديد من الاختصاصيين في الجهات الحكومية ‏المعنية والأكاديميين، والتي خلصت إلى التأكيد على أن ‏استمرار اضطراب الأوضاع في الصومال لا يزال يمثل ‏سببا مباشرا في تنامي الظاهرة واستمرارها كعامل تهديد ‏لحركة الملاحة الدولية، فضلا عن تأكيدها على حاجة ‏اليمن على تطوير قوات خفر السواحل كعامل مُهم في ‏معادلة أمن خطوط الملاحة الدولية والحد من آثارها على ‏اليمن.‏
لكن كيف يرى الاختصاصيون واقع الظاهرة اليوم؟ وما ‏هي الآليات المناسبة لمواجهتها؟
‏"السياسية" حاولت عرض تصورات المشاركين في الندوة ‏وإلى الحصيلة.‏



جذور الظاهرة ‏
يرى نائب وزير الخارجية، علي مثني حسن، أن جذور ‏ظاهرة القرصنة البحرية تعود في المقام الأول إلى ‏الأوضاع المتدهورة في الصومال، وهي الأوضاع التي ‏أنتجت كذلك ظاهرة نزوح آلاف اللاجئين إلى الأراضي ‏اليمنية، الذين يتجاوز عددهم الـ700 ألف نسمة.‏
ويشير نائب وزير الخارجية إلى أن بدايات الظاهرة برزت ‏إلى السطح في حوادث الاستيلاء على قوارب وممتلكات ‏اللاجئين الفارين من جحيم المعارك هناك، غير أن تفاقم ‏الأوضاع المُضطربة في الصومال وغياب الدول شجّع ‏القراصنة على توسيع عملياتهم إلى اعتراض السفن ‏التجارية الدولية.‏
ومع مرور الوقت تكوّنت لدى هؤلاء مدّخرات ساهمت في ‏شرائهم قوارب وأدوات اتصال متطوّرة وأسلحة، ما خلّف ‏آثارا سلبية على دول الجوار، وعلى دول العالم، بسبب ‏التهديد الذي خلّفته الظاهرة على أمن خطوط الملاحة ‏الدولية، وهو ما دعا إلى اتجاه الدول الكبرى إلى إرسال ‏أساطيلها إلى المنطقة لحماية خطوط الملاحة وحماية السفن ‏التي تمر في خليج عدن والبحر العربي.‏
ويوضح وكيل وزارة الخارجية للشؤون العربية والآسيوية ‏والأفريقية السفير، علي محمد العياشي، أن ظاهرة ‏القرصنة وإن كانت بدأت صغيرة إلا أن غياب الدولة في ‏الصومال أدى إلى تصاعدها بصورة كبيرة، خصوصا في ‏العام 2008 الذي شهد الكثير من عمليات القرصنة ‏والسطو المسلّح على السفن التجارية، حتى وصلت إلى ‏خليج عدن وشمال الصومال، حيث يقع الممر الرئيسي ‏لأكثر من 20 ألف سفينة تحمل شحنات النفط من الشرق ‏الأوسط سنويا.‏
ويشير العياشي إلى أن الظاهرة تفاقمت أكثر بعد ما وجد ‏القراصنة أنهم يحصلون على أموال كبيرة كفدية للسفن ‏التي يقومون بالسطو عليها واختطافها، وهو ما ساعدهم ‏على تطوير إمكانياتهم والحصول على تجهيزات فنية ‏متطوّرة وأسلحة متنوعة.‏



خلفية تاريخية ‏
وفي تناوله للخلفية التاريخية لظاهرة القرصنة البحرية ‏يرى السفير عبد القوى الإرياني عميد المعهد الدبلوماسي ‏أن الظاهرة قديمة، حيث ظهرت في الألفية الثالثة قبل ‏الميلاد، ومنذ استخدام السفن الشُّراعية عبر البحار لنقل ‏البضائع والإنسان من منطقة إلى أخرى، والعالم يعاني من ‏هذه الظاهرة السلبية.‏
ويضيف "انتشرت أعمال القرصنة بشكل كبير في ‏أرخبيلات اندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة، وبعدها ‏تصدّرت السواحل الصينية القائمة السوداء في ظاهرة ‏القرصنة، حيث استحوذت على 51 في المائة من أعمال ‏القرصنة عام 2001، فضلا عن انتشار الظاهرة في ‏السواحل الهندية وسواحل بنغلادش وسريلانكا. ومنذ العام ‏‏2007 انتشرت الظاهرة قبالة السواحل الصومالية وخليج ‏عدن والبحر الأحمر نتيجة للانهيار الكامل للنظام في ‏الصومال، وانقسام هذا البلد إلى مناطق يحكمها أمراء ‏حرب قاموا بتجنيد عدد من الصوماليين العاطلين عن ‏العمل، والذين كانوا يعملون في خفر السواحل الصومالي، ‏واستخدموا عددا من المرتزقة المحترفين، وكوّنوا ‏عصابات للقيام بالقرصنة البحرية قبالة السواحل ‏الصومالية، كما استخدموا عددا من المرتزقة المحترفين، ‏وكوّنوا عصابات تقوم قبالة السواحل الصومالية وخليج ‏عدن والبحر الأحمر، وأصبحت تلك الأعمال تهدد ‏الاقتصاد العالمي وتشكل ظاهرة خطيرة تهدد سيادة وأمن ‏واستقرار الدول المُطلة على هذه البحار وتُنذر بتدخّل قوى ‏خارجية تحت ذريعة حماية سفنها التي تمرّ عبر هذه ‏الممرات الدولية".‏



أسباب مباشرة
يلفت الباحث مازن حمود شُجاع الدِّين عضو الدائرة ‏السياسية والإعلامية في مجلس الوزراء إلى أن انهيار ‏الدولة في الصومال رافقه أطماع دولية لدى سفن الصيد ‏الأجنبية العملاقة التي غزت شواطئ الصومال منذ وقت ‏مبكِّر لنهب خيراته الوفيرة، ويضيف "ساحل الصومال يعد ‏الأطول في أفريقيا، حيث يُقدّر بـ3300 كيلومترا، ويتميّز ‏بوجود ثروات بحريّة وفيرة ومتنوعة بما فيها طيور البحر ‏والحيتان واسماك القرش والعديد من أنواع السلاحف ‏والدلافين، لكنه أصبح مرتعا لكل من هبّ ودبّ في ظل ‏غياب سلطة الدولة في الصومال.‏
وعن الأهداف التي يسعى إليها القراصنة، يوضح شجاع ‏الدِّين أنه لم يعلن ولو لمرة واحدة عن هدف سياسي ‏للخاطفين من القراصنة عدا الفدية التي يعلنون المساومة ‏عليها، وبالنظر إلى السفن المستهدفة في الآونة الأخيرة بدا ‏أن هناك أهدافا سياسية خفيّة لمن يدفعونهم إلى ارتكاب ‏مثل هذه الجرائم.‏



مخاوف أمنية
ثمّة اتفاق أن ظاهرة القرصنة البحرية كانت السبب الأول ‏في تدفق العديد من القطع البحرية التابعة لدول العالم إلى ‏المنطقة، وهو الحضور الذي تحوّل إلى عامل قلق لدى ‏معظم الدول المُطلة على البحر الأحمر.‏
كما يرى هؤلاء أن استمرار الظاهرة سيكون ذريعة ‏للتواجد الأجنبي العسكري في المنطقة، ما سيؤدي إلى ‏المزيد من الضغوط والتدخلات الأجنبية في شؤون دول ‏الإقليم، في حين أن استمرار القرصنة قد يؤدي إلى تحويل ‏البحر الأحمر إلى بُؤرة للصراعات والحُروب والتدخلات ‏الإقليمية والدولية النشطة، وجماعات الإرهاب الدولي، ‏ومافيا المخدرات. كما أن تدويل البحر الأحمر قد يفقد ‏الدول المطلة سيادتها عليه، وربما يفقدها الانتفاع بثرواته.‏
ويرى اختصاصيون في شؤون الأمن القومي أن التحوّل ‏في طبيعة الهجمات من مجرد سرقة المُعدات إلى اختطاف ‏كل السفن وطلب مبالغ كبيرة كفدية قد يؤدي إلى سعي ‏بعض التنظيمات الإرهابية إلى استقطاب بعض القراصنة ‏لتنفيذ عمليات إرهابية، وقد يجد تنظيم القاعدة مثلا بيئة ‏ملائمة له في الصومال لممارسة أنشطته الإرهابية، ‏خصوصا وقد سبق لهذا التنظيم أن حضّ عناصره للتوجه ‏نحو السيطرة البحرية على المنافذ البحرية، ونقل المعركة ‏إلى البحر، كما جاء ف بيان صادر عن التنظيم في أبريل ‏‏2008، تحت ما اسماه "الإرهاب البحري ضرورة ‏استراتيجية"، وكما حدث مع حركة الشباب والمحاكم ‏الإسلامية عند ما قامت بحض أطراف اريترية للقيام ‏بعمليات ضد السفن وقوارب الصيد في باب المندب.‏
ومن جهة ثانية، يرى اختصاصيون أن استمرار ظاهرة ‏القرصنة في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر قد يقود إلى ‏انتقال الملاحة البحرية عبر طريق رأس الرجاء الصالح ‏ممّا يؤثِّر على حركة التجارة العالمية والنقل وتعطيل ‏حركة الموانئ العربية، وخصوصا في الدول المُطلة على ‏البحر الأحمر وخليج عدن، ما قد يقلل من دخل هذه الدول ‏ويعيق قدرتها على تحقيق الأمن الاقتصادي والسياسي ‏لتصبح أهدافا سهلة للعناصر الإرهابية التي تسعى إلى ‏تنفيذ عمليات إرهابية انتقامية، خاصة ضد مصالح الدول ‏الغربية.‏
ويضاف إلى ذلك أن الظاهرة أدت إلى عرقلة وصول ‏مساعدات الإغاثة الدولية إلى المتضررين في الصومال، ‏وهو ما يعني استمرار النزوح الصومالي إلى اليمن ‏وبالتالي زيادة العبء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ‏فضلا عن التأثيرات السلبية التي تواجهها اليمن بسبب تدفق ‏النازحين إلى أراضيها، بما يخلّفه ذلك من تأثيرات ‏اقتصادية وصحيّة وأمنية.‏
ويقول الدكتور عبد الله محمد ناصر الفقيه، عضو الدائرة ‏السياسية والإعلامية في مجلس الوزراء، إن القرصنة ‏البحرية باتت اليوم تشكل خطرا حقيقيا على أمن واستقرار ‏اليمن والمنطقة عموما، كما تثير اليوم قلقا كبيرا للدول ‏المطلة على البحر الأحمر.‏
ويلفت إلى أن هناك أجندة وقفت وراء بداية ظهور ‏القرصنة البحرية في العام 2008 كمبرر للتواجد العسكري ‏الأجنبي في البحر الأحمر بحجة استخدام القُوة ضد ‏القراصنة عبر قوات دولية طبقا للقرار الذي أجازه مجلس ‏الأمن الدولي.‏
ويشير إلى أن الخطر من هذه القوات على اليمن والدول ‏المطلة على البحرين العربي والأحمر يأتي من خلال تغيير ‏مهام هذه القوات إلى التدخل في الشؤون الداخلية لهذه ‏البلدان.‏
ويقول الباحث مازن حمود شجاع الدِّين، عضو الدائرة ‏السياسية والإعلامية في مجلس الوزراء، إن تهديد ‏القرصنة لم يعد فقط محصورا في تهديد الأمن والاستقرار ‏والاقتصاد والمصالح الإستراتيجية لكافة الدول المُطلة على ‏البحر الأحمر وخليج عدن أو المتحكّمة في منفذه الجنوبي ‏عبر خليج عدن وباب المندب (اليمن والصومال)، أو من ‏قبل مصر المتحكمة في المدخل الشمالي عبر قناة السويس ‏بل يشمل أمن دول الخليج بشكل مباشر؛ كونها المستفيد ‏الرئيسي من هذا الممر المائي لتسهيل مرور ناقلات النفط ‏والتجارة إلى الشمال والعكس.‏
كما أن التهديد يُطال العالم أجمع بتجارته واستقراره، ‏ناهيك عن أن ثروات قاع البحر الأحمر وباطنه في نطاق ‏المنطقة الاقتصادية الخالصة للدول المُطلة عليه صارت ‏مهددة أيضا.‏



آثار سلبية
تعددت الآثار السلبية التي تعرّضت لها اليمن جراء ظاهرة ‏القرصنة على الصعيدين الأمني والاقتصادي، يقول وكيل ‏وزارة الخارجية علي العياشي إن تزايد عمليات القرصنة ‏البحرية أثّر على حركة الملاحة في البحر الأحمر ومضيق ‏باب المندب، فضلا عن الخسائر التي خلّفتها الظاهرة على ‏الاقتصاد الوطني؛ نتيجة انخفاض عدد السفن التي تستخدم ‏الموانئ اليمنية للتزوّد بالوقود والخدمات، وخصوصا في ‏باب المندب، وارتفاع رسوم التأمين على السفن القادمة إلى ‏اليمن أو المارة في هذه المنطقة.‏
وفي الجانب الأمني، يلفت الباحث مازن شجاع الدِّين إلى ‏أن الظاهرة خلفت آثارا سلبية في كونها أعطت شرعية ‏للدول الكُبرى بإرسال بوارجها الحربية إلى المنطقة ‏والتدخل في شؤونها الداخلية بذريعة مطاردة القراصنة ‏وحماية سفنها من الاعتداء، ناهيك عمّا خلفته من تدويل ‏للبحر الأحمر ومنافذه ما شكّل تهديدا مباشرا على مصالح ‏اليمن والدول المُطلة عليه.‏
ويذهب شجاع الدِّين إلى الإشارة إلى الأطماع الإسرائيلية، ‏ويقول "إن إسرائيل هي الحاضر المستتر والمستفيد الأكبر ‏ممّا يحدث من أعمال القرصنة في البحر الأحمر، وعلى ‏تخومه ومنافذه، فإسرائيل عوّدتنا دائما أينما يكون هناك ‏إضرار بالمصالح العربية تكون حاضرة".‏
ومن أهمّ الأهداف الإسرائيلية لتفشي ظاهرة القرصنة هو ‏قيامها بدور اللاعب الأساسي والمحوري في إطار نظام ‏الشرق الأوسط الجديد، والذي من خلاله تسعى إلى تدويل ‏البحر الأحمر ومنافذه وإعطائها مساحة نفوذ أكبر فيه، ‏ناهيك عن محاولاتها تعطيل حركة الملاحة من خلال ‏دعمها لعمليات القرصنة.‏
ويشير المقدّم الركن شجاع علي صالح مهدي، مدير عام ‏العمليات بمصلحة خفر السواحل، إلى أن التحدّيات ‏والتهديدات الأمنية التي تواجه اليمن اليوم تتمثل في ‏القرصنة والسطو المسلّح على السفن والتهريب بأنواعه ‏المتعددة من أسلحة، بضائع، وقود، مخدرات، أدوية. ‏ويضاف إلى ذلك الإرهاب والتنقلات البحرية للعناصر ‏الإرهابية والهجرة والتسلل غير القانوني من القرن ‏الأفريقي والتلوث البحري وزيادة تواجد السفن العسكرية ‏الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر.‏



آمال المستقبل
يرى الباحث شجاع الدِّين أن الفراغ الذي خلّفه انهيار ‏الدولة في الصومال أدى بالقوى الكبرى إلى التدافع من ‏أجل استغلال هذا الفراغ للسيطرة على البحر الأحمر، ما ‏يعني أهميّة أن تعمل كل دول العالم والمنطقة على حل ‏المشكلة الصومالية كخطوة أساسيّة لمواجهة ظاهرة ‏القرصنة.‏
ويؤكد أن الأزمات التي تحيط بالعالم العربي تحتاج إلى ‏تحرك موحّد لا يلقي بالعبء على قوة خارجية، خصوصا ‏وأن ما يحدث في شرق الصومال همّ عربي، ناهيك عن ‏أن الصومال دولة عربية عضو في الجامعة العربية.‏
ويشير إلى أهميّة أن تتجه دول الإقليم إلى تكريس فكرة أن ‏مسؤولية أمن هذا الممر المائي هو من حق الدول العربية ‏المُطلة على البحر الأحمر، والتأكيد العربي على احترام ‏سيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه.‏
في حديثه عن الجهود اليمنية المبذولة في هذا المنحى، ‏يشير نائب وزير الخارجية، علي مثنى حسن، إلى أن ‏اليمن منذ انهيار الأوضاع في الصومال أولت اهتماما ‏خاصا بهذا البلد ومساعدته من أجل التوصّل إلى تسوية ‏وإيجاد مُصالحة بين الفرقاء بما يمكِّن الحكومة المركزية ‏من الإمساك بزمام الأمور ويمنع أي تداعيات أمنية جراء ‏الأوضاع المُضطربة غير أن هذه الجهود لم تحقق ما كان ‏اليمن يأمله من تعزيز للاستقرار هناك.‏
ويتفق السفير عبد القوى الإرياني، عميد المعهد ‏الدبلوماسي، مع هذا الرأي، إذ يؤكد أن اليمن ومنذ انهيار ‏الأوضاع في الصومال أولت اهتماما خاصا بهذا البلد ‏ومساعدته من أجل التوصل إلى تسوية وإيجاد مصالحة ‏بين الفرقاء بما يمكِّن الحكومة المركزية من الإمساك بزمام ‏الأمور ومنع أي تداعيات أمنية جراء الأوضاع المضطربة ‏غير أن هذه الجهود لم تحقق ما كان اليمن يأمله، وبسبب ‏عدم اهتمام دول العالم بأوضاع هذا البلد فقد تفاقمت ‏مشكلاته لتكون ظاهرة القرصنة البحرية واحدة من ملامح ‏الأزمة التي يعيشها هذا البلد ونتاجا للأوضاع المضطربة ‏فيه.‏
ويلفت إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه اليمن تدعو إلى ‏ضرورة أن يركِّز العالم على حل المشكلة الصومالية ودعم ‏الحكومة لمساعدتها في بناء مؤسسات الدولة، اتجهت الدول ‏الكبرى إلى جلب قطعها البحرية للمرابطة في المنطقة ‏لمواجهة القرصنة من دون أن تحقق أي نتائج، إذ استمرت ‏الظاهرة رغم وجود كل هذه القوات، ما يفترض على ‏المجتمع الدولي إعادة النظر في هذه الخطوة؛ لأنها لم ‏تساهم في الحد من الظاهرة.‏
ويضيف "ما لم يتم الاستماع إلى الأصوات الداعية إلى ‏معالجة جذر المشكلة المقصود به الصومال، فإن الأمور ‏ستسير في دائرة مفرغة قد تؤدي إلى تداعيات أكبر في ‏المدى المنظور.‏



‏- غالبا ما تنفذ عمليات القرصنة عن طريق عناصر من ‏قبائل "الطارود، الهوية، إسحاق"، وآخرين من الذين عملوا ‏في القوات البحرية الصومالية سابقا فضلا عن أفراد يطلق ‏عليهم "عناصر الدعم"، وهؤلاء يمتلكون معرفة كافية ‏باستخدام وسائل الملاحة والاتصالات.‏
‏- الوسائل المستخدمة في عمليات القرصنة غالبا ما تكون ‏سفنا متوسطة يطلق عليها "الأم"، وسفان أخرى صغيرة ‏وقوارب سريعة.‏
‏- أكثر الأسلحة شيوعا لدى القراصنة هو "البوازيك"، ‏قذائف الـ"آر. بي. جي"، الرشاشات، البنادق آلية ‏كلاشنكوف.‏



الظاهرة في عامين
‏- شهد العام 2009 تزايدا في حوادث القرصنة والسطو ‏المسلح على السفن، إذ سجلت خلاله 45 حادثة قرصنة. ‏
‏- 209 محاولات قرصنة ‏
‏- 894 اختطاف بحّارة




فيما شهد العام 2008 ‏
‏- 42 حادثة اختطاف‏
‏- 69 محاولة قرصنة‏
‏- 815 اختطاف بحّارة مع السفن.‏