حكمة القيادة وانتصار الوطن
الأربعاء, 06-يناير-2010
أحمد إبراهيم كنفاني - خطاب فخامة الأخ/ الرئيس الذي وجهه إلى أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك والعيد الـ (42) للاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر حمل في طياته العديد من الرسائل والدلالات النوعية الملفتة والمعبرة عن صدق وعمق تفكير وتفاعل فخامته مع المستجدات وهموم الساحة الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتوضح تلك الرسائل والدلالات مدى سعة صدر الرئيس وتسامحه وحرصه على أن يفهم الجميع أن الوطن يتسع للجميع وعلى رغبته أن يستوعب الجميع الوطن من نفوسهم وأفكارهم وأقوالهم بعيداً عن الطغيان الشخصي من المنافع والمصالح على النافع للأجيال الحالية والمستقبلية والخطاب موجه للجميع سلطة ومعارضة ومواطنين مفاده أن تحقيق الشراكة الوطنية مثل مبدأ أصيلاً في النهج الوطني للقيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي حرص على أن يؤسس هذا المبدأ على معايير المسؤولية الجماعية لتحقيق النهضة الوطنية الشاملة.

وتبرز ملامح الترجمة الواقعية لمبدأ الشراكة في تكريس خيارات الحوار ومنح الأولوية القصوى للتسامح وصولاً إلى التوافق الوطني وتجاوز أي معوقات أو متغيرات سلبية تعترض المسيرة الديمقراطية والإنمائية ويسجل التاريخ لفخامة الأخ الرئيس تلك الوقائع الحية التي تشهد له بتفرده بامتياز في إرساء قواعد جديدة ذات سمة حضارية للحياة السياسية اليمنية وإعادة صياغة تقاليدها وعلاقاتها وفق معان إنسانية نبيلة ، وأن يأتي الحوار ويحدث الاتفاق في أي من الأوقات فإنه لابد من الالتزام المبدئي بإجراءاته وتطبيقاته أكثر مما يدل على حصول شيء مختلف أو مستجد على الواقع يلفت الانتباه ويجتذب الاهتمام وما يهمنا ليس أن يتكرر الاهتمام والتقدير الذي سبق له وأن ورد أكثر من مرة خلال الفترة الماضية قبل أن يحدث ما كان له أن يحصل .

ما كان ينبغي ولا يزال منتظراً الانتقال برد الفعل الإيجابي تجاه الحوار من التعبير الخطابي اللفظي إلى التمثل المسلكي وبالشكل الذي يعكس الاستيعاب لمضامينه وأبعاده الوطنية النهضوية الكاملة.

وتبدو المشكلة أعمق عند من يتنكرون لما ينتج عن الحوار من تفاهمات واتفاقات ويقابلون بالجحود عفواً أبقى على صلتهم بالحياة الموفورة بالكرامة والحقوق وتظل القيادة بالرغم من ذلك على موقفها الثابت الذي لا يتزحزح عن الالتزام بمبادئ العمل الإنساني لعل وعسى أن يكون في تكرار المحاولة ما يعين الفارين على استعادة الوعي واستلهام المسألة وما يجري حالياً من عناصر الفتنة والتخريب في محافظة صعدة والخروج عن النظام والقانون ضرورة تتطلبها المرحلة الراهنة بكل تأكيد.

ووقفة أمام تفضيل الحوار من موقع القوة وعند المقدرة من شأنه إغلاق الأفواه المفتوحة وفتح أبواب الإفهام بعقولها المغلقة وتمكينها من استشراف واستلهام دورها وجوهرها الوطنية الراقية.

وفي وسع من ينشد الخير لنفسه ووطنه أن يستلهم من مقاصد النهج الإنساني سعيه إلى جعل المجتمع خالياً من ثقافية الكراهية والحقد بما تجلبه من ويلات وتلحقه من ذمار بالشعب والبلاد .

لا أجدى من الخيار التسامحي في إغلاق صفحات الماضي وتعزيز استقرار الحاضر وفتح آفاق المستقبل الزاهر بالنماء والأمان ومواجهة كل الأخطار المحدقة بالوطن .

وخالص التحيات نزفها لقواتنا المصلحة والأمن المرابطة في صعدة على ما يقومون به من أدوار بطولية وملاحم نضالية في دحر عناصر الإرهاب والتخريب والنصر حليفهم إن شاء الله وكل عام والوطن قيادة وحكومة وشعباً في تطور وازدهار وأمكن واستقرار. 



14 اكتوبر