دلالة التزامن في بداية العامين الهجري والميلادي
الأربعاء, 06-يناير-2010
د. عبدالعزيز المقالح - ابتدأ العام الهجري والميلادي بالجمعة، وهو يوم مبارك يحيل اسمه إلى دلالة الاجتماع وحضور الجماعة، وما في ذلك المعنى من دلالات التضامن والوفاق. كما أن التقارب في بداية العامين، وما جرى من احتفالات مشتركة بين أبناء العالم الإسلامي والعالم المسيحي بهذه البداية المتزامنة، يضفي على سكان المعمورة شعوراً من التفاؤل والأمل في عام جديد وسعيد، يتجلى فيه التضامن الروحي ضد كل ما يهدد البشرية من أخطار لا تقع على منطقة دون أخرى، ولا على جنس دون آخر، بل تهدد الأرض ومن عليها من مخلوقات، لاسيما تلك الأخطار المتمثلة في تدمير البيئة الصالحة لبقاء النوع الإنساني أولاً، وبقية المخلوقات ثانياً، ووضع حد للمظالم التي تنـزل ببعض الشعوب، الواقعة تحت براثن الاحتلال والاحتلال الاستيطاني بخاصة، الذي يتجلى في أبشع صوره في فلسطين العربية المحتلة.
إن العالم اليوم بكل معتقداته وأجناسه بحاجة إلى التسامح في مواجهة المد العدواني القائم على الكراهية، وعلى استنهاض الموروثات المتسربة من أزمنة الغاب، عندما كان البشر بلا أديان، ولا قيم ولا لغات، ولا مصالح ثابتة، تقتضي رؤية مشتركة وتعايشاً إنسانياً، تتحول معه البشرية على اختلاف لغاتها وأجناسها ومعتقداتها إلى عائلة واحدة، تؤكد حقيقة ما يقال من أن العالم أصبح قرية واحدة، بعد أن نجحت وسائل التوصيل والإيصال في تقريب المسافات، وأصبح الإنسان في صنعاء قادراً على التقاط همس أخيه الإنسان في أقصى مكان من الأرض، وذلك عبر خط الهاتف أو الشاشة الصغيرة أو جهاز الراديو. عالم جديد وفخور بما أحرزه من معجزات تقنية، وما حققه من ثورات في عالم المعلومات، وفي مجال التقدم السلمي، ولا شك أنه بحاجة إلى الاستفادة من هذا الذي تحقق له بدلاً من تدميره، والإجهاز عليه بحماقاته وتصرفاته الجنونية.
ولعل الشفاء من الكراهية، والعمل على وقف الحروب المستعرة، وقمع الأطماع الداعية إلى ذلك، لا يكون إلاّ بإيقاظ الضمائر وبالموقف الذاتي النابع من إحساس إنساني صادق الشعور، ومن استعراض أمين ودقيق لما حدث ويحدث على وجه الأرض، تحديداً في هذه اللحظات الدامية والمريبة، التي لم تعد تتمثل في قتل الغالب للمغلوب، وفي قتل شعوب من قبل أعدائها، بل بنفسها وبأيدي بنيها لنوازع يحتار الشيطان نفسه في تفسيرها، أو الوقوف على أسباب معقولة أو شبه معقولة لظهورها؛ فضلاً عن استمرارها. والشفاء الذاتي المطلوب، لا يكون إلاّ بشفاء الضمائر والارتقاء بالنفوس الحية إلى درجة، تتبيّن معها حقيقة الأوضاع السائدة في العالم، والتي تبدو الآن في أسوأ صورة لها منذ غادر الإنسان الكهوف، وترك الغابة في طريقه إلى المدن، ومنذ استنار عقله، بقيم الأديان السماوية التي تدعو إلى المحبة ومقاومة الكراهية، وإلى إحياء مبدأ التعارف بين الأمم التي جعلها الله سبحانه شعوباً وقبائل، في تنوّع مبارك، وفي تقدير لمعنى الاختلاف البنّاء، الذي يمايز بين مواقف البشر، فلا يشبهون أي نوع من أنواع الحيوانات، نسخاً مكررة في شكلها وأدائها.
لقد وصلت الحال بسكان المعمورة، وفي العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بخاصة إلى درجة غير مسبوقة من العنف والعنف المضاد، ومن المحاولات الاستفزازية لبسط النفوذ وتوسيع الأسواق، وفعل كل ما من شأنه القضاء على كل ما حققته البشرية طوال رحلتها الشاقة، من مكاسب روحية وعلمية وإبداعية. وما على القادرين إلاّ أن يتفاءلوا ويرفقوا هذا التفاؤل بالعمل للخروج من النفق المظلم الذي يبدو للمتشائمين أن لا نهاية له.
الأستاذ محمد الخوبري في روايته الجديدة:
يستحضر الروائي والقاص محمد الخوبري من خلال ما يكتبه من أعمال روائية وقصصية ما اختزنته ذاكرته القوية عن زمن الصبا والشباب الباكر، في محاولة ضرورية لالتقاط صور كادت تغيب عن الواقع بتفاصيلها الدقيقة كما في روايته الأولى (أحلام الفتى سالم) التي يتحدث فيها عن شريحة اجتماعية ارتضت لنفسها العزلة عن المجتمع والبقاء على هامش الحياة وهي شريحة الأخدام.
وروايته الجديدة (يوم الحشيش) تسلّط أضواءها الفنية على إحدى الظواهر الاجتماعية التي رافقت التغييرات المتلاحقة في الوطن. الرواية من منشورات مركز عبادي للدراسات والنشر.
تأملات شعرية:
عامٌ جديدْ
هل يستطيع يعيد للإنسان
شيئاً من براءتهِ
ومن أشواقه الظمأى
إلى زمن سعيدْ؟
يا عام:
فضلاً منك مُد يديك
واغسل ما على وجه البسيطة
من دماء الأبرياء
وخذْ بأيدي الناس
للنهج الرشيدْ.





الثورة نت