الحزب الذي لم يتعظ !
الأربعاء, 06-يناير-2010
كلمة صحيفة 14 اكتوبر - تبرهن الأحداث والوقائع بأن الحزب الاشتراكي اليمني وقيادته تحديداً للأسف، لم تتعلم من تجاربه في الماضي ولم تتعظ من الأحداث المأساوية التي أسهم الحزب وقياداته المتعاقبة في صنعها ابتداءً من أحداث الرئيس قحطان الشعبي والرئيس سالم ربيع علي وما تلاها من أحداث توجت بمجزرة 13 يناير 86م الدموية التي أشعلتها الصراعات الدامي بين الرفاق مع بعضهم البعض على كراسي السلطة التي أرادوا الوصول إليها عبر الجماجم والأشلاء وأنهار الدم مروراً بفتنة حرب الردة والانفصال في صيف عام 1994م التي أشعلتها قيادات متنفذة في الحزب، متآمرة على الوطن ووحدته والتي استلمت ثمن دماء الشهداء والجرحى وحاولت إعادة عجلة التاريخ في الوطن للوراء ولكن تلك المؤامرة قبرت في مهدها على يد الشعب ومؤسساته الدستورية ..

وما من شك في أن كل تلك الأحداث خلفت وراءها الكثير من الأحزان والمآسي ولا يزال الوطن يدفع فواتيرها الباهظة ويجتر آثارها ومخلفاتها..

ومع ذلك فإن هناك اليوم في قيادات الحزب الاشتراكي اليمني من مازالت نفوسهم متعطشة للدماء التي تلطخت بها أياديهم لإدخال الوطن في جولات جديدة من الصراع والعنف والتي باتت تمثل ديدناً دائماً بالنسبة لهؤلاء ولا يستطيعون العيش بدونها..

إذ أنه ما من فتنة أطلت برؤوسها الشيطانية في الوطن إلا وكان للبعض في (الاشتراكي) دور ما في إشعالها أو إذكاء نيرانها وكأن هذا الحزب والقائمين عليه لا يطيب لهم العيش إلا وسط مستنقعات الدم وأكوام الخراب .

وها نحن نرى اليوم عناصر من هذا الحزب وهي تنخرط مرة أخرى في إطار تلك الأنشطة الهدامة الخارجة على الدستور والنظام والقانون والمعادية للوطن ووحدته والمستهدفة إقلاق أمنه واستقراره وسكينته العامة، وحيث تمارس تلك العناصر أعمال القتل والتخريب وقطع الطرقات وإخافة الآمنين السائرين عليها وإرهابهم وابتزازهم والإضرار بالسلم الاجتماعي، ناهيك عما ظلت تقوم به من ترويج لثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد كما أن عناصر من هذا الحزب الاشتراكي وقيادته المتنفذة لم تتردد في التماهي والاصطفاف مع تلك العناصر الإرهابية الإمامية المتمردة في محافظة صعدة التي ظلت تسفك الدماء وتمارس القتل بحق أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء وتشيع الخراب والدمار من أجل تحقيق حلمها بإعادة الوطن إلى عهود الظلام والاستبداد والكهنوت والتخلف الإمامي.. وحيث يأتي ذلك في إطار رد الجميل من العناصر الانفصالية في «الاشتراكي» لتلك العناصر الإمامية التي وقفت إلى جانبها اثناء تلك الفتنة التي أشعلتها قيادته المتآمرة وفي إطار مخططها المستهدف إعادة تمزيق الوطن والنيل من وحدته غير متعظة من الماضي أو مستلهمة لدروسه وعبره.

وعلى المنوال نفسه نجد اليوم عناصر من هذا الحزب وهي تحرض وتشجع وتدعم أولئك المثيرين للفوضى والعنف ومن ظلوا يحملون في قلوبهم الضغينة والحقد على الوطن الذي أعطاهم كل شيء، فلم يقابلوا عطاءه بغير النكران والجحود ولم ينل منهم غير جزاء (سنمار) .. وحيث يبلغ الأمر ذروته بارتكاب جريمة القتل والاعتداء على رجال الأمن وهم ينفذون واجبهم لإرساء النظام والقانون وهو ما حدث خلال اليومين الماضيين في مدينة عدن الباسلة من قبل المدعو هشام باشراحيل، ومن تمترسوا إلى جانبه من العناصر المسلحة من «الاشتراكي» وغيرهم، وهي الجريمة التي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من رجال الأمن وهم الشهيد محمد علي عبدالسلام المليكي وإصابة العقيد عبدالمجيد مقبل القوسي والعقيد سند جميل محمد والرقيب محمد قائد الوتر والرقيب احمد حسن عبدالوهاب والرقيب خالد ناجي الشباطي والرقيب صالح عبدالله الجرف والرقيب عبدالعزيز الرصاص.. حيث استنكر الجميع في عدن وفي كافة أنحاء الوطن هذا السلوك الإجرامي لتلك العناصر والذي يندرج دون شك في إطار الأعمال التخريبية ودورات العنف التي تعودت عليها مثل تلك العناصر سواء في مواجهتها لبعضها البعض أو في مواجهة الآخرين، ولكن هيهات للعنف أن يحقق مآربه أو أن يوصل إلى أي نتيجة غير إراقة الدماء وإشاعة الخراب وهو ما لن تسمح به الجهات المعنية بترسيخ الأمن والسكينة وتطبيق النظام والقانون .. وحيث ستطال يد العدالة كل خارج على الدستور والقانون وكل عابث بالأمن والاستقرار مهما كان وأينما كان.. والعاقل من يتعظ من ماضيه وتجاربه كي لا يكرر الأخطاء فتصبح قاتله !.



كلمة صحيفة 14 اكتوبر