الإرهاب الشر المستطير!!
الاثنين, 21-ديسمبر-2009
كلمة صحيفة الثورة - الطبيعي أن تصطف كل القوى والفعاليات السياسية والحزبية والوطنية والاجتماعية إلى جانب الوطن وأمنه واستقراره ومصالحه العليا وأن تتركز أولوياتها على ما يصون هذا الوطن من الاستهدافات الإرهابية باعتبار آفة الإرهاب شراً مستطيراً لا ينبغي مهادنته أو التهاون في مواجهته حتى يتم استئصال شأفته من جذوره. وغير الطبيعي والمنطقي أن نجد من يتماهى مع هذا الخطر الماحق إما لأهداف سياسية أو لغايات انتهازية دون إدراك بما سيترتب على ذلك من تغلغل للأفكار المتطرفة بين صفوف شبابنا من صغار السن وغير الراشدين الذين يدفعون إلى مهاوي الإرهاب كوقود لعدوانية دهاقنته من سفاكي الدماء الذين يقومون بغسل أدمغة أولئك الشباب واغوائهم والزج بهم إلى محرقة الهلاك، ولذلك فلا بد أن يدرك الجميع أن قوى التطرف والإرهاب ظلت تحلم ولا زالت باستباحة هذا البلد بفكرها الظلامي والإجرامي وأفعالها الدموية والتدميرية، بعد أن منيت بالكثير من الاخفاقات والهزائم والفشل الذريع في تحقيق مراميها الخبيثة ومخططاتها الدنيئة التي أرادت من خلالها الإساءة إلى قيم المجتمع اليمني الذي يتصف أبناؤه بروح الاعتدال والوسطية ونبذ التشدد والتعصب والغلو والعنف. وبفعل الإخفاقات التي مني بها المخطط الإرهابي وعناصره المنحرفة التي كان لها شعبنا بالمرصاد، فقد عمدت تلك الخفافيش الضالة إلى أساليب التخفي والتربص في بعض المناطق وهو ما تنبهت إليه أجهزتنا الأمنية فبادرت في عملية استباقية ناجحة يوم الخميس الماضي إلى توجيه ضربة قاصمة لأوكار هذه العناصر الإجرامية في أرحب وأبين وأمانة العاصمة وإفشال المخطط والذي كانت قد أعدت له العدة لتنفيذه والذي لو قدر له وأن نجح لتسبب في كارثة لا يعلم إلا الله كم كانت ستخلف من الضحايا والخراب والمآسي والويلات. وما لم يعلمه البعض عن تفاصيل هذا المخطط الخطير الذي تكشفت من خلاله الكثير من المؤشرات الدالة على وجود قوى خفية أو خلفية تمد تنظيم القاعدة وتدعمه وتحدد له الأهداف المطلوب التعامل معها وتجهز له الخطط والخطط البديلة لتصفية تلك الأهداف، الأمر الذي تبرز معه الحاجة إلى اصطفاف وطني واسع وشراكة حقيقية في مواجهة هذا الجموح الخطير وصولاً إلى اجتثاث جذور الإرهاب وتجفيف منابعه. وتخليص وطننا من شروره وفظاعاته الإجرامية. حيث آن الأوان ليستشعر الجميع أن معركتنا ضد الإرهاب هي معركة كل أبناء الشعب بأحزابه وتنظيماته السياسية ومنظماته الجماهيرية وشرائحه الاجتماعية ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تستخدم هذه المعركة لمصالح سياسية أو حزبية أو ذاتية.. إذ أن أولئك القتلة والمجرمين يتحينون اللحظة التي يجهزون فيها على هذا الوطن ومقدراته وأمنه واستقراره بعد أن شوهوا معاني الإسلام وأساءوا للعقيدة وألحقوا الأذى الجسيم بأمتهم وشعوبهم في جنون لا هادي له ولا دليل فقد أدمن هؤلاء الإرهابيون القتل العبثي وسفك الدماء وإشاعة الدمار والخراب ليؤكدوا بذلك أنهم فاشيستيون سلوكاً وفكراً ومنهجاً وأنهم لا أخلاق لهم ولا ملة ولا إنسانية ولا ضمير ولا إحساس. وهذا الخطر وحده أدعى إلى قيام اصطفاف وطني وحوار جاد تتفاعل معه كافة القوى والفعاليات السياسية والحزبية والوطنية من أجل الخروج برؤية واحدة ومتحدة في مواجهة شرور آفة الإرهاب التي وان تركت تتمدد كالثعابين السامة فإنها ستكون وبالاً علينا وعلى وطننا ولن ينجو من لسعاتها القاتلة أحداً على الاطلاق. ومن غير الصواب والحكمة أن تجرنا خلافاتنا وتبايناتنا السياسية والحزبية إلى التماهي مع ذلك الجنون الذي يدفع بصاحبه إلى الانتحار وتفجير نفسه ليقتل من يصادفه طفلاً أو شيخاً أو امرأة أو ماراً على قارعة الطريق. ولقد جربنا ويلات آفة الإرهاب وعانينا من قسوتها وتجرعنا مرارات انعكاساتها وآثارها المأساوية. وقد علمتنا هذه الدروس أنه لا سبيل لمواجهة هذا الداء السرطاني إلا بالاصطفاف الوطني والعمل سوياً لإغلاق كل الثغرات التي قد يتسرب منها هذا الخطر الماحق وتجفيف منابعه أينما كانت وصولاً إلى تحصين وطن الحكمة والإيمان من جرائمه الغادرة وأخطاره المدمرة وتلك هي مسئوليتنا جميعاً وعلينا أن نرقى بمواقفنا إلى ما تقتضيه موجبات المواطنة والولاء لليمن.