جرذان الماضي البائس!!
الثلاثاء, 08-ديسمبر-2009
بقلم/ افتتاحية صحيفة الثورة: - تتأكد يوماًَ بعد يوم حقيقة أن من تحالفوا بالأمس في قهر الشعب اليمني، وإذلاله وسلب إرادته وإخضاعه لشتى أساليب الاستبداد والاستعباد والوصاية والامتهان والحرمان، قبل أن ينتفض هذا الشعب عليهم بقيام ثورته المباركة الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر، هم أنفسهم من يتحالفون اليوم في التآمر على الوطن اليمني ويحيكون له الدسائس عن طريق إشعال الفتن وممارسة أعمال التخريب والإرهاب والتحريض على العنف والخروج على النظام والقانون، ورفع السلاح في وجه الدولة، وارتكاب الجرائم والأعمال غير المشروعة، عبر استهداف المواطنين الآمنين واستباحة دمائهم وأعراضهم ونهب ممتلكاتهم واختطافهم من الطرقات العامة، والسعي إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
وتدل كل الشواهد والوقائع الماثلة على أن من أشعلوا فتنة التمرد والتخريب والإرهاب في محافظة صعدة وحرف سفيان، وكذا من يقومون بالتحريض على أعمال العنف والفوضى ويدفعون الغوغاء إلى التقطع والاعتداء على المواطنين في بعض مديريات المحافظات الجنوبية ليسوا سوى امتداد لذلك التحالف البائس بين دهاقنة الإمامة الكهنوتية وجلاوزة الاستعمار وأذياله من السلاطين والعملاء، الذين أذاقوا أبناء الشعب اليمني أشد أنواع العذاب والتنكيل والهوان، حتى كان الخلاص من ذلك الوضع المزري بهدير الثورة اليمنية، التي أشرقت بشموس الحرية والانعتاق والاستقلال والتنمية والوحدة والديمقراطية.
وليس غريباً أن يطل علينا هذا التحالف الشيطاني من جديد، فقد ظلت هذه القوى الظلامية مهما اختلفت الوجوه والمساحيق، منذ انتصار الثورة اليمنية تتربص بالوطن ونظامه الجمهوري ووحدته ومسيرته التنموية، تحركها دوافع الحقد على هذا الوطن الذي اختط لنفسه طريقاً للنهوض والتقدم والتطور، واختار مساره الحضاري الذي يؤهله لارتياد مكانته اللائقة به وبتاريخه المجيد بين الأمم.
ولسنا بحاجة لاستظهار الدوافع التي تحرك اليوم هذه القوى الشريرة فقد أعلنت هي نفسها عن طبيعة تلك الدوافع، والتي تقوم على مسلك ثابت العداء للثورة والنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية بوضوح أزال كل لبس، أظهر تماماً أن من أشعلوا الفتنة في محافظة صعدة متدثرين بلبوس الإمامة الكهنوتية، وكذا من يقومون بأعمال الفوضى وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، سواء لبسوا قبعة الاستعمار أو "الدسمال" السلاطيني أو عمامة أسامة بن لادن أو غير ذلك من الأغطية التي تصدعت عهودها وولت أزمنتها، إنما يشكلون في النهاية هجيناً واحداً، فغايتهم نفس الغاية وهدفهم ذات الهدف، وهو العودة بالوطن إلى عهود التخلف والظلام والتشظي والعزلة والسواد القاتم.
لقد غاب عن هؤلاء اللئام أن ما يحاولون الظفر به هو أبعد عليهم من عين الشمس، فهذا الشعب الذي صمد في وجه أعتى حكم كهنوتي مستبد واحتلال شرس، وقاوم بكل بسالة وشجاعة سطوتهما مستخدماً كل أدواته ومقدراته وثقافته الوطنية من أجل بلوغ وجهته ونيل حريته واستقلاله، واسترداد كرامته وسيادته، هو نفس الشعب الذي سيتصدى لمشاريعهم ورهاناتهم الخاسرة ويسقطها كما أسقط كل المحاولات الارتدادية والنزعات المريضة، والمخططات العدائية لمن سبقهم من العملاء والخونة الذين زلزل الأرض من تحت أقدامهم وقذف بهم إلى مستنقعات الخزي والخيبة يجرون أذيال الهزيمة والعار.
وفي كل الأحوال، ليس أمام مخلفات ذلك الماضي سوى المقيت الامتثال للنظام والقانون والدستور وإعلان الأوبة والتوبة عن أفعالهم وجرائمهم والعودة إلى جادة الصواب، وإلاّ فإن الشعب اليمني سيجبرهم بكل الوسائل على الإذعان للحق والنظام والقانون وإخضاعهم للعدالة وعقابها الصارم كمخربين وإرهابيين وقطاع طرق وتجار حروب ومصاصي دماء ومثيري فتن وقتلة، عملاً بقول الله سبحانه وتعالى" (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).." صدق الله العظيم".