باكستان.. السيناريوهات المحتملة للحرب على طالبان
الثلاثاء, 20-أكتوبر-2009
الميثاق إنفو (رويترز) - يستعد الجيش الباكستاني لشن هجوم على معاقل طالبان في منطقة وزيرستان الجنوبية بعد اسبوع من أعمال العنف التي قتل فيها متشددون اكثر من 100 واقتحموا مقر الجيش.

والخميس وحده فجر انتحاري سيارة ملغومة خارج مركز للشرطة ببلدة كوهات بشمال غرب باكستان مما أسفر عن مقتل عشرة أشخاص وفتح مسلحون النار خارج مكتب احدى الوكالات التابعة للشرطة ببلدة لاهور في شرق البلاد وأطلقت طائرة دون طيار يشتبه أنها أمريكية صاروخين على منزل بمنطقة وزيرستان الشمالية.

فيما يلي ملخص للسيناريوهات المرجحة في صراع باكستان ضد المتشددين الاسلاميين:


جمود مطول بالموقف وانعدام الامن لفترة طويلة

يقول محللون ان الاحتمال الاغلب هو أن تظل باكستان محاصرة في حالة من الجمود لاشهر او سنوات حيث يستطيع المتشددون شن هجمات متكررة تسبب زعزعة الاستقرار لكن دون مجازفة حقيقية بأن تنهار سيطرة الدولة ويسيطر الاسلاميون على الحكم.

ومن المرجح أن يبدأ هجوم وزيرستان المزمع قريبا.

وقالت ماريا كوسيستو المحللة بمجموعة يوراسيا "كان الجيش مترددا في فعل هذا بسبب اعتبارات جيوسياسية معقدة ومناخ العمليات المعقد بالمنطقة الجيش قام بثلاث عمليات غير ناجحة في وزيرستان الجنوبية فيما سبق".

وأضافت "الان ليس امام روالبندي من خيار اخر سوى المضي قدما في العملية".

لكن المتشددين الذين يقاتلون الدولة الباكستانية في تحالف فضفاض من عدة جماعات بما في ذلك اسلاميون باقليم البنجاب يلعبون دورا يزداد أهمية وحتى اذا حقق الجيش نجاحا في منطقة وزيرستان الجنوبية فان هذا لن يسهم بشيء يذكر في اضعاف التهديد الشامل.

غير أنه وبدرجة مساوية ليس امام المتشددين احتمال بأن ينفذوا هجوما يسددوا من خلاله الضربة القاضية للدولة الباكستانية.

حتى اذا وسعوا نطاق المناطق الواقعة تحت سيطرتهم او تمكنوا من اغتيال زعماء سياسيين رئيسيين فانهم يعجزون عن تحقيق نصر عسكري وبالتالي فان النتيجة المرجحة هي جمود مطول.

وتدرك الاسواق هذا حيث لم يبدر منها رد فعل يذكر على الهجمات الفردية وقد لحق الضرر بالاستثمارات طويلة المدى.

ورعى الجيش الباكستاني مولد حركة طالبان في افغانستان وأحجم عن بذل جهود حازمة لسحق المتشددين وسعوا الى استمرار احتوائهم في المناطق القبلية وركز على الاعداء الخارجيين.

وربما يؤدي الهجوم الجريء على مقر الجيش في روالبندي الى أن يتخذ الجيش موقفا اكثر صرامة.

وتقول كلودين فراي المحللة المتخصصة بشؤون باكستان بمؤسسة كونترول ريسكس في لندن "رأينا درجة لم يسبق لها مثيل من الدعم بين الباكستانيين للعمل العسكري ضد المتشددين هذا العام".

وأضافت "قد تكون هذه فرصة للسلطات المدنية والعسكرية لاتخاذ اجراءات صارمة ضد المتشددين".

لكن نظرا لطبيعة الحرب غير المتناسقة فان الجيش لديه احتمال ضئيل بأن يخفض خفضا كبيرا قدرة المتشددين على شن هجمات مضعضعة للاستقرار وسترحب الاسواق بشن حملة عسكرية مستمرة ضد طالبان لكن ملف المخاطر الخاص بباكستان لن يتغير كثيرا على المدى القصير.


الهجوم على المواقع النووية الباكستانية

احد سيناريوهات المخاطر التي تثير قلق صناع السياسة والمحللين هو أن يستطيع المتشددون اختراق أحد مواقع الاسلحة النووية الباكستانية وربما سرقة بعض المواد الانشطارية التي يمكن استخدامها لتصنيع "قنبلة قذرة" وهي قنبلة تقليدية تنشر ايضا مواد مشعة في منطقة واسعة النطاق.

وسيمثل هذا تصعيدا خطيرا يمكن أن ينشر الذعر بباكستان ويؤدي ايضا الى مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها بشأن كيفية ابعاد المواد النووية عن أيدي تنظيم القاعدة وحلفائه.

ويقول محللون أمنيون ان المنشات النووية الباكستانية تخضع لحراسة مشددة وان الخطر الرئيسي لا يكمن في شن المتشددين هجوما بل في أن يستطيع عمال متعاطفون داخل منشأة نووية تهريب بعض المواد الانشطارية الى خارجها.

وأثار الهجوم على مقر الجيش مطلع هذا الاسبوع تساؤلات من جديد بشأن قدرة الجيش على منع الهجمات لكن محللين قالوا ان الجيش تعامل مع الحادث جيدا.

وقالت مؤسسة سترافور للتحليل الجيوسياسي والامني في تعليق على الهجوم "السؤال هو ما اذا كانت الحكومة تطبق ممارسات أمنية كافية".

وأضافت "في هذه الحالة يبدو أنها فعلت ذلك على الرغم من الخسائر امتصت الطبقات الامنية الهجوم وصمدت وطوق المبنى الذي كان الرهائن محتجزين داخله واستدعيت بسرعة قوات رفيعة المستوى مدربة على عمليات انقاذ الرهائن لتنفيذ عملية انقاذ فعالة".


انعدام الاستقرار يدعم اندلاع مواجهة أخرى مع الهند

وهناك سيناريو آخر للمخاطر حيث تعود الحكومة والجيش الباكستانيان اللذان يواجهان انعدام استقرار مطولا والحريصان على تحييد التهديد الداخلي من المتشددين الى الاستراتيجية القديمة وهي محاولة تصدير الاضطراب وفي دولة مقسمة وغير مستقرة يعتبر العداء تجاه الهند أحد العوامل القليلة التي تساعد على الوحدة.

ولم تظهر باكستان حماسا لتحسين العلاقات مع الهند كما أن الائتلاف الحاكم ضعيف والعديد من الجماعات المتشددة متحمسة لشن هجمات في الهند مجددا.

وربما تقرر السلطات الباكستانية أن تجد ان المواجهة ثمن يستحق أن تدفعه للحفاظ على السيطرة على الاضطرابات.

واذا عانت الهند من مزيد من الهجمات مثل هجوم المتشددين على مومباي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي واذا نظر الى باكستان على أنها فاشلة في منع هذه الهجمات فستزيد التوترات على جانبي الحدود وستعاني الاسواق في أنحاء المنطقة.