م/عوض سعد السقطري - إذا وقفنا مع أنفسنا أمام التاريخ المعاصر نجد أن عجلة التاريخ قد سارت وهي تحمل لنا في كفها الكثير من الإنجازات والخيرات، فبعد أن تحقق حلم أبناء الوطن في الشمال بالتخلص من الحكم الإمامي الذي كان جاثماً ومتسلطاً على صدور اليمنيين كافة بمساعدة من عدن قلعة الأحرار وملجأ المثقفين وذلك في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، حان الدور أن تتحرك قمم شمسان وردفان وأن تنتفض الأحجار في كل أجزائها لحركة الثوار والأحرار الذين يرفضون الظلم والقهر كعادة كل اليمنيين سواء فيما كان يسمى بشمال اليمن أو جنوبه.
تحققت ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م بعد أن أعلن الشعب صرخته ضد الهيمنة والاستعمار وانطلقت شرارتها من جبال ردفان لتطرد المحتل الغاشم وينعم جنوب اليمن باستقلاله لتبدأ مرحلة جديدة لأبناء الوطن، فمع مرور السنين والشهور كان كل أبناء اليمن متعطشين لعودة الروح إلى الجسد " وحدة القلوب والأفئدة " والتراب الواحد، والذي تحقق في أبهى يوم في تاريخ اليمن يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م يوم اجتمع أبناء اليمن تحت مظلة الوحدة اليمنية الراسخة والشامخة شموخ جبال صنعاء وعدن.
ونحن اليوم إذاً نحتفل بالذكرى السادسة والأربعين لقيام هذه الثورة المجيدة، فإننا نتذكر أرواح الشهداء الذين غسلوا طريقها بدمائهم وفرشوا لها أجسادهم ولا ننسى كذلك اصطفاف كل أبناء الوطن من أجل تحقيقها، فبعد التخلص من الحكم الإمامي بثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م الثورة الأم كان لزاما على كل أبناء اليمن الوقوف صفا واحداً من أجل دحر المستعمر الأجنبي والذي تحقق بإرادة الشعب الذي نتج عن التلاحم الأخوي بين جميع أبناء اليمن والذي تجسد وقتها عندما كان يسافر الرجال الأحرار من صنعاء إلى عدن للتحضير لقيام الثورة ضد الحكم الإمامي، والحال نفسه ينطبق مع أبناء الجنوب سابقاً والذين استعانوا بأشقائهم في الشمال للانتفاض على المستعمر البغيض.
إن الاحتفال بهذه الأيام الوطنية التي نعيشها والغالية على قلوبنا جميعا مبعث فخر واعتزاز لكافة أبناء اليمن لأنها كانت الانطلاقة والشرارة التي عمت أرجاء الوطن وجعلت كل مواطن يحس بجو الحرية والاستقرار ويتمتع بكل خيرات الوطن وإنجازاته. فهنيئاً لنا نحن اليمنيون هذه الاحتفالات ومزيداً من التقدم والاستقرار نحو بناء اليمن الواحد لنحتفل العام القادم وقد خطونا خطوات كبيرة في درب بناء الوطن في ظل باني نهضة اليمن الحديث علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، ومبارك علينا هذه الأعياد وكل عام واليمن بخير وكافة اليمنيين في أرجاء الوطن ينعمون بالخير والاستقرار.
كما لا ننسى أن نترحم على شهداء الوطن الذين بذلوا أرواحهم فداء للوطن الغالي ونشيد بالقوات المسلحة والأمن التي تقوم بدحر الإرهابيين والمخربين الذين يريدون إعادة عجلة التنمية إلى الوراء. 



وزير الكهرباء والطاقة 

نقلاً عن /
  صحيفة الثورة