العام الدراسي.. ومتطلباته
السبت, 03-أكتوبر-2009
أ.د عبدالسلام الجوفي - بإعلان نتائج اختبارات الثانوية العامة أسدل الستار على عام دراسي استنفرت الوزارة جهودها وإمكاناتها من أجل انجاح العملية التعليمية والتربوية التي تعتبر هذه النتائج ثمرة حصاد عام دراسي كامل.
وخلافاً للأعوام السابقة استنفرت الوزارة منذُ وقت مبكر كل قطاعاتها وأجهزتها المختلفة استعدادا للعام الدراسي الجديد 2009 / 2010م، بحيث يتوفر فيه جميع مقومات نجاح العملية التعليمية التربوية بشكل سليم، إلا أن تداعيات ظهور مرض انفلونزا الخنازير الذي اجتاح عدة مناطق في العالم لا شك كان لها تأثيرها المباشر على استعداداتنا للعام الدراسي الجديد ضمانا لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية الخاصة التي تحقق أمن وصحة وسلامة أبنائنا الطلاب والطالبات من هذه الجائحة.
وفي إطار تلك الاستعدادات تم تأجيل بدء الدراسة في جميع مدارس أمانة العاصمة ومديرية سيئون بمحافظة حضرموت بحيث تبدأ الدراسة في المرحلة الثانوية السبت القادم فيما تبدأ في الفصول الدراسية من السابع إلى التاسع يوم 24 اكتوبر وفي بقية المرحلة الأساسية يوم 31 اكتوبر وفي الحضانة والتمهيدي يوم 21 نوفمبر القادم حسب قرار مجلس الوزراء.
إلى جانب إعداد وتنفيذ برامج التوعية والتدريب لكافة مدارس الجمهورية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان، عن طريق عقد دورات توعوية تثقيفية حول كيفية التعامل مع هذا الوباء، وكذا إصدار منشورات وكتيبات تعريفية بالمرض تم توزيعها على كافة مدارس الجمهورية وتشمل تعليمات للأسرة والطلاب والطاقم التربوي والإدارات المدرسية استعدادا لتوفير بيئة نظيفة خالية من الأمراض.
وفي إطار الاستعدادات للعام الدراسي الجديد تم الانتهاء من طباعة الجزء الأول من الكتاب المدرسي وتوزيعه على كافة محافظات الجمهورية بحيث يكون في متناول أبنائنا وبناتنا الطلاب مع أول يوم دراسي إلى جانب توفير التجهيزات المدرسية من معامل وأثاث مكتبي ومدرسي ومختبرات وأجهزة حاسوب، باعتبارها أدوات أساسية لضمان بيئة تعليمية ملائمة تعمل على تحسين مدخلات ومخرجات النظام التعليمي في بلادنا، فضلاً عن اجراء تحديث وتطوير للمنهج التعليمي للصفوف من «1 - 6» بما يتواءم مع احتياجات المتعلمين والمجتمع، من خلال إدخال بعض المفاهيم والقيم، التي تعزز قيم الولاء والانتماء الوطني في نفوس أبنائنا الطلاب وبما يسهم في خلق جيل واع بقضايا وطنه وأمته، مؤمن بثوابت الدين والوحدة كأساس ومنطلق لاستشراف المستقبل الذي من خلاله نستطيع أن نبني اليمن أرضاً وانسانا وبما يحقق التنمية المستدامة بكل أشكالها الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية.
والمنهج المدرسي أصبح اليوم يعتمد على الاستنباط والاستنتاج والابتكار والتجديد والنقد الذاتي وجميعها اثبتت جدواها في البلدان المتقدمة والابتعاد عن الأساليب العقيمة في السرد والتلقين والحفظ، وبالتالي تغير دور المدرسة عن الماضي حيث كانت المصدر الوحيد للمعرفة أما اليوم في عالم تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات أصبح العالم قرية كونية صغيرة من خلال ما أفرزته من مصادر للحصول على المعلومات التي أضحت من مصادر المعرفة.
وبفضل الوحدة التي جاءت تتويجاً لثورة سبتمبر واكتوبر التي نعيش أفراحها هذه الأيام، أصبح لدينا اليوم أكثر من 16 ألف مدرسة يلتحق فيها أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة وكادر تربوي وتعليمي يصل إلى 260 ألفاً، وهذه الأرقام المهولة هي نتاج سياسة حكيمة انتهجها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية الذي دائماً ما يوجه بالاهتمام بالعلم والتعليم باعتباره مفتاح التنمية للولوج إلى المستقبل ولايمانه بأن التعليم يمثل الركيزة الأساسية للتنمية، فالتعليم يمثل استثماراً طويل الأجل وهو استثمار يحقق الإنتاجية للفرد والمجتمع إذا ما توفرت المهارات والمعلومات والمقومات اللازمة لنموه وتطوره.
ولعل الرؤية المستقبلية للتعليم تهدف إلى تخريج طلاب مزودين بالمعارف والقيم مكتسبين للمهارات والاتجاهات الايجابية القادرة على التفاعل مع المتغيرات والتطورات الحديثة مع الاحتفاظ بالهوية الدينية والوطنية، والعمل على إيجاد نظام تعليمي قادر على اكتشاف الموهوبين والمبدعين وتحديد الميول والاتجاهات وتوفير بيئة تربوية محفزة على عمليتي التعليم والتعلم.

الثورة نت