المشترك.. واللعب على المكشوف
السبت, 15-أغسطس-2009
علي الثلايا - - لعل الشيء الذي لا يختلف حوله إثناء هو أنَّ للأوطان أعداءً من الداخل ومن الخارج.. أعداءً وعصابات وعناصر وجماعات، تسعى جاهدة إلى عمل كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار، وخلخلة الإقتصاد، وإشعال نيران الفتن، وإحياء النعرات الماضوية، وإقلاق السكينة العامة..
- لكن الشيء الذي يتفق عليه الجميع هو أن أحزاب اللقاء المشترك قد بالغت بعدائها للوطن وتطاولت على حرمات الوطن ومقدساته وثوابته، وتخلت عن كل المثل والمبادئ والأخلاقيات والقيم المجتمعية السليمة والإنسانية المثلى.. ويبدو ذلك واضحاً من خلال سعيها المفضوح ومحاولاتها اليائسة لأن تعرض الوطن جهاراً نهاراً للبيع في سوق المزاد العلني، لمن يدفع أكثر...
- ولكن .. هيهات.. وبعداً لهم ولمخططاتهم التآمرية ولأهدافهم الرجعية، ولأفكارهم الهدامة أن تجد لها سبيلاً..
- لأن جماهير الشعب قاطبة من أقصى الوطن على أقصاه، باتت اليوم وأكثر من أي وقت مضى تدرك جيداً أبعاد تلك المخططات التخريبية والتآمرية لتكل العناصر المأزومة والمأجورة التي تحمل فكراً هداماً معادياً للوطن والشعب.
- كما أن الشعب أصبح أيضاً يدرك جيداً بأن هذا اللقاء المشترك لا يعدو عن كونه لفيفاً من البرامج المتباينة ولأفكار المتناقضة والرؤى المتضادة.. والتي تختلف في كل شيء وحول أي شيء.. لكنَّ ثم عاملاً مشتركاً وحيداً يجمعها جميعاً، يتمثل بأتفاقها مجتمع على معاداة الوطن والشعب، والإلتفاف على الديمقراطية.
- ففي حين يطلق المؤتمر الشعبي العام على الدوام مبادراته الحوارية، ويدعو باستمرار ويجدد دعواته إلى أحزاب اللقاء المشترك للحوار، نجد المشترك في ذات الوقت تهرباً ومصرَّاً على المراوغة، ومستمراً على نفس النهج الذي سار ويسير عليه بالتعامل مع تلك الدعوات، متعاطياً مع الحوار باعتباره سبيلاً للهروب من المواجهة، ووسيلة للتعطيل...
- بيد أنَّ أمراً كهذا، لم يكن جديداً على أحزاب أدمنت الإنقضاض على الثوابت، وأصبح الإخلاف بالوعود لديها ديدناً وسلوكاً عاماً والنكث بالعهود منهجاً استراتيجياً على الدوام...
- حيث سبق لهذا اللقاء المشترك وأن نكث باتفاق المبادئ الموقع عليه في 18 يونيو 2006م، قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية والمحلية..
- ولكونه وفياً للوطن والشعب دائماً فإن دعونه أحزاب اللقاء المشترك في هذه الأثناء إلى الحوار تأتي إلتزاماً من المؤتمر الشعبي العام بتنفيذ الاتفاق الموقع في فبراير 2009م والذي تم عل أساسة تمديد فترة مجلي النواب وتأجيل الإنتخابات النيابية لمدة عامين، بناءً على رغبة وطلب أحزاب اللقاء المشترك الذي استجاب له المؤتمر الشعبي العام والتزم بتنفيذه حرفياً، وتحمل مسئولية التنفيذ وشرع بذلك عقب التوقيع على الاتفاق، بأعتبار القضايا التي تضمنها الاتفاق كلاً لا يتجزأ...
- فإنجز المؤتمر كل ما ينبغي عليه إنجازه في هذا الشأن.. إلاَّ أن المشترك بد كعادته في خلف الوعود والنكث بالعهود، حيث ماطل ويمال كثيراً لإهدار الوقت واستهلاكه في التهرب والتملُّص والمراوغة بقضايا وطنية عامة ومهمة لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تكون محلاً للخلاف، ولا يمكن أن تقبل المراوغة والمماطلة والتأجيل.