أكثر من مليوني طالبة بمدارس التعليم في يمن الوحدة
الجمعة, 22-مايو-2009
الميثاق إنفو - وضعت الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التربية والتعليم منذ إعادة تحقيق وحدة اليمن في ‏الـ 22 من مايو1990، قضية تعليم الفتاة في مقدمة أولويات تطوير حلقات التعليم اليمني بمراحله المختلفة، لتصل ‏نسبة التحاق الفتيات في التعليم الأساسي والثانوي إلى أكثر من مليوني فتاة. ‏

ويؤكد هذا الرقم مدى نجاح جهود الدولة في تقليص الهوة التعليمية بين الذكور والإناث على مستوى كامل انحاء ‏اليمن، من خلال تنفيذ سلسلة من المشاريع والبرامج والإستراتيجيات الهادفة لتوفير فرص أكبر أمام الفتاة وبيئة ‏ملائمة لالتحاقها واستمرارها في سلك التعليم حتى المراحل النهائية والمستويات العليا. ‏

إن النتائج الهامة المحققة في مجال تعليم الفتاة على مستوى الجمهورية ويجسد جدية التوجه العام للحكومة في ‏النهوض بواقع المرأة باعتبارها أهم محاور التنمية البشرية والذي سيعزز مشاركتها الكبيرة والواسعة في عملية ‏التنمية الاجتماعية الشاملة. ‏

ولعل ما يترجم هذا التوجه قيام وزارة التربية والتعليم خلال الـ 18 سنة الماضية بتنفيذ الكثير من البرامج ‏والخطط لهادفة لمعالجة الأسباب التي تقف وراء تدني التحاق الفتيات بسلك التعليم، وأنشأت بهذا الخصوص ‏قطاعا خاصا لتعليم الفتاة، كما جعلت قضية النهوض بتعليم الفتاة أهم محاور الاستراتيجيتين اليمنيتين لتطوير ‏التعليم الأساسي والتعليم الثانوي، واللتين تضمنتا إجراءات وبرامج ومعالجات ملحة تبدأ بتوفير المرافق التعليمية ‏الخاصة للفتيات وإعداد وتوظيف المعلمات وتوفير الحوافز التشجيعية للعمل في الريف إلى جانب توفير الحوافز ‏للطالبات وإعفائهن من الرسوم الدراسية.‏

وحسب مصادر وزارة التربية والتعليم فإن البيانات المتوفرة تشير إلى وصول عدد الفتيات الملتحقات بالتعليم ‏الأساسي حتى عام 2007، إلى مليون و773 ألفا و629 طالبة، وفي التعليم الثانوي 194 ألفا و786 طالبة، ‏مقارنة بمليون و607 ألاف و779 طالبة في التعليم الأساسي و172 ألفا و813 طالبة في مدارس التعليم الثانوي ‏عام 2006. ‏

ويعتبر موضوع تعليم الفتاة محور اهتمام كبير للجهود الحكومية في التعليم، من خلال زيادة حجم الإنفاق على ‏قطاعي التعليم الأساسي والثانوي بجانبيه الجاري والاستثماري الذي وصل عام 2007 إلى 160 مليار ريال ‏مقارنة بـ 10 مليارات ريال في العام 1990م. ‏

وتفيد بيانات الجهاز المركزي للإحصاء ووزارة التربية أن عدد المدارس لكلا الجنسين وصل إلى 15 ألفا و990 ‏مدرسة حظيت الطالبات منها بـ 786 مدرسة أساسية وثانوية فيما بلغ عدد المدارس المشتركة " أساسي- ثانوي " ‏للبنات والبنين حوالي 3519 مدرسة، فيما ارتفع عدد المدرسين والمدرسات في مختلف مراحل التعليم الأساسي ‏والثانوي من أقل من 20 ألف مدرسا ومدرسة عام 90 إلى أكثر من 206 ألاف في مختلف محافظات الجمهورية ‏منهم 43 ألف مدرسة. ‏

إلى ذلك قالت وكيل وزارة التربية والتعليم اليمنية لقطاع تعليم الفتاة فوزية نعمان إن القطاع عمل ضمن نشاطه ‏في الدفع بتعليم الفتاة وزيادة التحاقها بالمدارس والحد من التسرب للإناث خاصة في المناطق الريفية والنائية من ‏خلال البرامج التوعوية والبرامج التحفيزية والتشجيعية وبرامج التدريب بالتعاون مع الشركاء المحليين والشركاء ‏الدوليين من المنظمات العاملة في ميدان التنمية والمانحين. ‏

وأوضحت أن الوزارة نفذت العديد من البرامج والمهام الخاصة للدفع بتعليم الفتاة تنفيذا للبرنامج الانتخابي لفخامة ‏الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الهادف الى تحسين جودة التعليم وإعادة هيكلة مؤسساته ‏وتشجيع المبادرات الجديدة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتوفير التعليم المجاني للجميع والعمل على تخفيض الرسوم ‏الدراسية على الطلاب الملتحقين بالمدارس والمعاهد إلى جانب تقديم برامج تشمل كامل جهات اليمن لسد الفجوة ‏في الالتحاق في مجال التعليم بين الذكور والإناث والريف والحضر وضمان عدالة التوزيع والمساواة في ‏الحصول على الخدمات. ‏

وتؤكد نعمان أن القطاع أهتم بالبحث في المشكلات التي تعيق تحقيق الأهداف المرجوة في رفع نسبة إلتحاق ‏الفتيات في التعليم ووضع المعالجات الاجتماعية لها وتقديم الحوافز للمعلمات يمكن أن تساعد على جذبهن للعمل ‏في المناطق الريفية إلى جانب تنشيط معلمات الريف وتأهيلهن في الجوانب الاجتماعية كاختصاصيات ‏اجتماعيات في مدارس الريف ليقمن بدورهن في متابعة الطالبات في المدارس ومتابعة أولياء الأمور وإشراكهم ‏إلى جانب المدرسة في الاهتمام بتعليم البنات وكذا تفعيل مجالس الآباء والأمهات من خلال إدارتي تعليم الفتاة ‏ومشاركة المجتمع وتشكيل مجالس آباء وأمهات في المدارس التي لم توجد فيها. ‏
كما أوضحت أن الوزارة ممثلة بقطاع تعليم الفتاة ركزت من خلال الاستراتيجيات التطويرية للتعليم على تحقيق ‏النهوض بتعليم الفتاة بتحسين البيئة التعليمية وتحسين إدارة القطاع والاتجاه نحواللامركزية للتعليم الأساسي ورفع ‏معدل الالتحاق الكلي. ‏

وأشارت في هذا الصدد إلى تنفيذ برامج تحفيزية وتشجيعية للفتيات وأسرهن في الريف منها مشروع التغذية ‏المدرسية الممول من منظمة الغذاء العالمي2002- 2005م في 85 مديرية، تضمن توزيع مواد غذائية للطالبات ‏في 1193 مدرسة في 16 محافظة، وشملت الكميات الموزعة 186 ألفا و494 كيس قمح و35 ألفا و998 علبة ‏زيت و677الفا و12 كيلوتمر للفترة 2008- 2009م. ‏

إلى جانب ذلك تم تنفيذ مشروع الحوافز المشروطة بدعم من البنك الدولي في ثلاث مديريات بمحافظة لحج، ‏بتقديم مبالغ مالية للفتيات كل شهرين، وكذا مشروع مشروع الحقيبة المدرسية الممول من البنك الدولي وبعض ‏المنظمات المحلية والدولية خلال الفترة من 2002-2005م ضمن مشروع المسار السريع، كما سيتم توزيع تغذية ‏مدرسية للطالبات في 19 مديرية بـ 12محافظة والتعاقد مع ألف معلمة في جميع محافظات الجمهورية ضمن ‏المشروع نفسه للعام 2008- 2009م . ‏

وارتباطا بالمجال ذاته تم تنفيذ مشروع تعليم الفتاة من خلال عدة مشاريع في ست مديريات نائية بمحافظة تعز ‏بالتعاون مع منظمة جايكا اليابانية تمثل بصرف مبالغ مادية للفتيات في المدارس ودعم مادي لكل مديرية، ‏والتعاقد مع 172 مدرس في 59 مدرسة مستهدفة منهم 58 معلمة ، حيث تحسن معدل التحاق الإناث إلى الذكور ‏من 65 % إلى 78 % عام 2007م. ‏

أما في مجال التعليم العالي والجامعي فقد تطور التحاق الفتاة في هذا النوع التعليمي لتشكل ما نسبته 35 % من ‏مخرجات الجامعات الحكومية، خلال الأعوام القليلة الماضية، توزعت هذه النسبة على 32 % في المجال ‏الإنساني و37.6 % في التخصصات التطبيقية. ‏
فيما شكلت الفتيات ما نسبته 26.3 % من نسبة الملتحقين في الجامعات الأهلية، و23.04 % من خريجي الدبلوم ‏العام عام 2007م. ‏

وفي التعليم الفني والتدريب المهني فقد وصل عدد الفتيات الملتحقات بهذا النوع التعليمي إلى 1589 طالبة عام ‏‏2007م، بنسبة 8.7 %. ‏
علاوة على هذه المجالات فقد اهتمت الحكومة بمحوأمية المرأة باعتبار الأمية بشكل عام أهم معوقات التنمية، ‏ونفذت العديد من الجهود والخطط والاستراتيجيات من خلال جهاز مستقل/ جهاز محوالأمية وتعليم الكبار/، إلى ‏جانب عمل العديد من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية في هذا المجال. ‏

وتضمن العمل في مجال محوأمية المرأة تعليمها وتدريبها على المهارات الحياتية على الحرف والأشغال اليدوية ‏بما يكفل مساهمتها الفاعلة في التنمية. ‏

ويقول رئيس جهاز محوالأمية وتعليم الكبار أحمد عبدالله أحمد: إن عدد الدارسين في مجال محوالأمية خلال العام ‏الجاري وصل إلى 166 ألف و910 دارسين ودارسات منهم 157 ألف و330 دارسة من الإناث. ‏

ويشير رئيس الجهاز إلى أن عدد الملتحقات في برامج مهارات الحياة في عموم محافظات الجمهورية وصل إلى ‏‏11 ألف و234 امرأة، كما تم تزويد مراكز محوالأمية وتعليم الكبار بالمعدات والأدوات التدريبية اللازمة بما ‏يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة في التطبيق الأمثل، والاستفادة القصوى من هذه البرامج. ‏

ومن خلال ذلك يتضح حجم الجهود التي بذلتها الدولة في عند الوحدة المباركة لتغيير واقع المرأة وتعزيز ‏مشاركتها الفاعلة في الحياة والتنمية، وذلك من خلال الاهتمام بتعليم الفتاة باعتبار المرأة نصف المجتمع وعلى ‏يدها يتم تربية وتشكيل النصف الآخر منه.‏ 


عن موقع/العرب أونلاين