نظمها معهد الميثاق:ندوة 26 سبتمبر .. إرادة شعبية وتضحيات وطنية واهداف وحدوية
الأربعاء, 04-أكتوبر-2017
الميثاق إنفو -
اقام معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث صباح اليوم بالعاصمة صنعاء ندوة حملت عنوان : " ثورة 26 سبتمبر .. ثورة شعب وعطاءات مستمرة" وذلك احتفاءً بالذكرى الـ 55 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة وبرعاية كريمة من الامين العام للمؤتمر الشعبي العام الاستاذ عارف الزوكا وحضور عدد من مناضلي الثورة اليمنية، واكاديميين وقيادات سياسية وإعلامية ومنظمات مدنية ..


وفي افتتاح الندوة، الذي بدأ بالسلام الجمهوري وظل الحاضرون يرددون خلاله شعار (بالروح بالدم نفديك يايمن ) ، ألقى علي عبدالله ابو حليقة عضو اللجنة العامة للمؤتمر- وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، كلمة نيابة عن الامين العام نقل في مستهلها الى الحاضرين تحيات رئيس المؤتمر وقال : وأنا التقي صباح هذا اليوم المبارك معكم أود ان انقل اليكم تحيات الزعيم الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام وانقل اليكم ايضا وبكل فخر واعتزاز شكر وتقدير قيادة المؤتمر الشعبي العام لكم جميعا بهذه القاعة بل وفي كل ربوع الوطن بمناسبة الذكرى الـ 55 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ..


وقال ابو حليقة : ان الثورة اليمنية واجهت عديد من المشاكل والتحديات منذ اول يوم من ولوجها ، مشيرا إلى انها لا زالت حتى هذه اللحظة تواجه الكثير من تلك المشاكل والمؤامرات.. واعتبر ابو حليقة ان تلك المؤامرات هي محاولات يائسة تحاول ان تخرج اليمن من دائرة الامة العربية والقومية العربية لكن اليمن بأبنائه سيظلون ثابتين ومواجهين كل تلك المؤامرات ..


العيدروس : 26 سبتمبر ثورة شعب وليست ثورة طائفة اوحزب


من جهته اعتبر عضو اللجنة العامة ورئيس معهد الميثاق، الاستاذ محمد حسين العيدروس ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة جاءت لترجمة إرادة كل اليمنيين وعملت على ارساء مداميك مشروعهم الحضاري والانساني الذي انتشلهم من براثن الجهل البغيض والاستبداد والتخلف ليرتقي نحو التحرر والحرية والديمقراطية والتنمية الوطنية الشامل واستعادة كيانهم الوحدوي بعد التحرر من الاحتلال البريطاني بثورة توأم في جنوب الوطن الحبيب..

واضاف العيدروس: لم يسبق لثورة أن وصفت بأنها معجزه غير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1992م حين رأى الرئيس السلال بشائر انتصارها وقف يردد إنها ليست ثورة بل معجزة ، وقال: فالواقع مرير والظلم جائر والامكانات محدودة والشعب لا يجد حتى قوت يومه ولا يملك سوى ارادته وتلك الارادة هي الشيء الوحيد الذي بوسع من يحظى بها أن يصنع إرادته ..

وتابع العيدروس : عندما نتصفح اوراق التأريخ بحثا عن لغز المعجزة السبتمبرية لا نجد لدى الثوار الابطال والجماهير اليمنية أيا من الامكانيات والظروف المتاحة لكن ما جعل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تثور وتنتصر هو صدقها مع نفسها وصدق قادة الثورة مع جماهير الشعب وإيمان الجميع بسمو الاهداف الوطنية المرجوة من التغيير والاطاحة بالنظام الامامي واعادة بناء الوطن بنظام جمهوري وطني يمثل الارادة الشعبية..

وقال: ان الجميع يعرف جيدا ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تعرضت في ما بعد لتحديات خطيرة ودخلت حلبة رهانات وطنية واقليمية وبدرجة اساسية من السعودية.. واضاف: ان ما منع انتكاسها هو انها ثورة شعب وليست ثورة فئة او طائفة او حزب فكان حري بجماهير الشعب اليمني ان تحميها وتدافع عنها وتمضى بمسيرتها قدما وقد بذلت التضحيات الجسيمة من اجلها حتى دخلت بها مظلة الوحدة اليمنية والحياة التنموية والديمقراطية..

وتطرق رئيس معهد الميثاق إلى ان الثورة اليمنية لم تصبح بمأمن من الاعداء والحاقدين عليها التي ظلت تطل برؤؤسها بين الحين والاخر في حين ان الامر الذي جعلها قادرة على قهر المتآمرين هو ان جماهير الثورة تتحلى بروح التضحية الوطنية منذ اللحظة التي فجرت الثورة..


المناضل الفسيّل: 26 سبتمبر انتقال تاريخي

من جهته تطرق المناضل محمد الفسيل في ورقة عمل قدمها في الندوة عن اهم الاحداث التاريخية التي صاحبت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، واعتبر الفسيل ان سبتمبر يعد انتقال تأريخي من مرحلة حكم عنصري يحاول الارتباط الديني الالهي الى مرحلة الاختيار للشعب..

وقال: ان ثورة سبتمبر الخالدة سعت لان يكون للشعب اليمني حق اختيار حكامه بل وجاءت من أجل الشعب وظل الشعب من خلالها يعمل دؤؤبا على ازالة الاختلالات في النظام الجمهوري.. مشيرا الى ان النضال ضد الحكم العنصري بدء في اليمن منذ مراحل طويلة، معتبرا ايضا ان ثورة 48 هي الثورة الام بالنسبة لليمن واليمنيين كونها ثورة الدستور..

وتحدث الفسيل ان ثورة السادس والعشرين من سبتمبر حققت لليمن واليمنيين انجازات عديدة ومتعددة وفي كافة المجالات التعليمية منها والصحية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، متسائلا :" كم كان عدد المدارس والمستشفيات وغيرها ايام حكمة الامامة ، وكم هو عددها اليوم في حكم الجمهورية..؟"


العلاقة بين ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر


وبدوره تحدث اللواء الركن خالد باراس عن رؤيته الشخصية حول علاقة ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر ببعضهما خلال الفترة 1962م ، 1967م ..وقال باراس في ورقة عمل قدمها للندوة : هناك خصوصيات تميز ثورة سبتمبر عن ثورة اكتوبر وخصوصيات اخرى تنفرد بها الاخيرة عن الاولى وتختصر هذه الخصوصية تقريبا في عملية الاعداد والتحضير لبدء الثورة ووسيلة تحقيق الهدف وكذلك طبيعة العدو وضعفه وقوته لكن ما يجمع ويوحد الثورتين هو الاكثر..

وأضاف: "وحسب تقديري فإن ثورة 26 سبتمبر وهم الضباط الاحرار لم يكن امامهم المزيد من الوقت للاعداد لفترة اطول للإطاحة بالنظام الامامي الملكي فالاحداث تسير بسرعة وعليهم التقاط الفرصة وهذا ما حدث فعلا ولو ذلك لاستجدت الاحداث ووجدوا انفسهم امام وضع اخر مختلف تماما، اما هناك في الجنوب المحتل فالوقت مفتوح للاعداد والتحضير على مهل والاهم في هذه الحالة هو ضرورة توسيع القاعدة الشعبية الرافضة للاحتلال الاجنبي وخلق الارادة الثورية التي ستقود ثورة شعبية مسلحة لا تستطيع قيادتها ان تحدد الفترة الزمنية التي يتم خلالها الانتصار على المحتل الغاصب "..

واختتم باراس ورقته بالتحية لثورتي الشعب اليمني في شمال الوطن وجنوبه في ذكراهما السنوية الخامسة والخمسين والرابعة والخمسين وقال: المجد والخلود للانجازات العظيمة التي تحقق بالقضاء على حكم الامامة وقيام النظام الجمهوري والتحرر من الاستعمار البريطاني وتحقيق الوحدة الوطنية وحمايتها والاستماتة في الدفاع عنها كأهم أهداف الثورة في الشمال والجنوب..


حضور نسوي فعّال في صفوف الثورة


من جانبها تحدثت الدكتورة نجيبه محمد مطهر عضو اللجنة الدائمة عن الحركة النسائية اليمنية ودورها البارز والملموس في كافة مراحل النظال المختلفة التي خاضتها جماهير الشعب اليمني من اجل القضاء على النظام الاستعماري وايضا في اطار الحركة السياسية والوطنية التي خاضها الشعب ضد الاستعار والإمامة..

وقالت مطهر : كان للمرأة اليمنية ادوارا مشهودة في الدفاع عن اهداف ومبادئ الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين وشاركت في هذا النضال وفي خضمه تنامت مشاركتها في اكثر واكثر وكانت البداية الاولى في المحافظات الجنوبية وتحديدا في المستعمرة عدن حيث تأسس النادي النسائي البريطاني في أوائل الاربعينيات وكان الهدف من تاسيسه تجميع النخب من نساء الاسر البريطانية وزوجات الضباط والقادة السياسيين الى جانب نساء الاسر اللواتي يمثلن الطبقة الارستقراطية بمفهوم ذلك الزمان ونساء الاسر الوافدة من الهند ، اليونان، لبنان وغيرها..

واضافت: ان المرأة لعبت دورا هاما في نجاح الكفاح المسلح واسهمت في خوض مختلف اشكال النضال السياسي التحرري منذ اللحظات الاولى للثورة فقد حملت السلاح وقاتلك ضد قوات الاحتلال البريطاني، كما ساهمت في تحرير المناطق الريفية وفي حراسة المناطق المحررة من داخل الجبهة القومية ومن داخل جبهة التحرير حتى نيل الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م..

واشارت مطهر الى ان المرأة اثبتت فعاليتها أبان المعارك السياسية في عدن فشاركت في التنظيمات السياسية وتصدرت المظاهرات وقامت بتوزيع المنشورات والبيانات كما شاركت في نقل الرسائل والاسلحة والذخيرة وفي توفير الغذاء للمناضلين وفي رصد تحركات القوات البريطانية وعملائها وتزويد الثوار بالمعلومات وقادت الاضرابات واخفاء الفدائيين وتوعية النساء وتعبئتهن للوقوف الى جانب الثورة وجمع التبرعات منهن..


وفيما يتعلق بدور المرأة في المحافظات الشمالية تحدث الدكتورة مطهر عن بطولات ونضال عدد من الشخصيات النسائية في المناطق الشمالية منها الاستاذة / عاتكة عبدالله الشامي وتأسيسها في العام 1958م لاول مؤسسة مدنية في صنعاء بمعهد التمريض حيث كان للجمعية دورا بأهمية التعليم والخروج من بوتقة الفقر والتخلف حيث كانت اول مظاهرة احتجاج للفتيات تخرج من جمعية المرأة في معهد التمريض بصنعاء يطالبن بفتح مدرسة للبنات، بالاضافة إلى حورية المؤيد وفتحية الجرافي وتأسيسهما لجمعية كانت ترأسها ام الشهيد عبدالله اللقية وهي جمعية المرأة اليمنية والتي كان لها دور كبير في توعية المجتمع بأهمية الثورة والحفاظ على النظام الجمهوري وبضرورة تعليم البنات ..

كما تطرقت في ورقة عمل قدمتها الى الندوة عن العديد من البطولات والنجاحات التي حققتها المرأة اليمنية واسهاماتها الفاعلة جنبا الى جنب مع اخيها الرجل في انجاح ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ..


26 سبتمبر ثورة وحدوية الافاق والاهداف



الدكتور عبد العزيز الشعيبي من جانبه قال ان الحديث عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تحتاج الى مجلدات لتغطيتها ، مختصرا حديثة في ورقة العمل عن الوحدة اليمنية كهدف من أهداف ثورة سبتمبر المجيدة..

وقال: ان الامامة من اساسها فكرة طائفية يعتنقها جزء محدود من الشعب اليمني ويتركز معظمهم في اقصى المناطق الشمالية من اليمن أما غالبية الشعب اليمني في ربوع مناطقه واتجاهاته المختلفة لا يؤمنون بفكرة الامامة ولا يرون لها حقا في السيطرة على ربوع الشعب اليمني بذلك الاسلوب الاستعبادي التي انتهجته السياسة الامامية، بل ويرون فيها سلطة بل ويرون فيها سلطة فرضت عليهم سياسيا ودينيا وهي أي الإمامة لا تقف عند هذا الحد بسلطانها السياسي بل تفرض على الشعب معتقدات وطقوس واحكام مذهبية لا تتفق قيمه وعاداته وعقيدته ..

وتابع الدكتور الشعيبي : ان كل تلك الممارسات وغيرها خلقت شعورا مريرا لدى غالبية الشعب وظهرت من بعدها المطالبات اولا بتغيير ذلك الواقع وتلك الممارسات المريرة إلا انها لم تلقي أي استجابة من الاماميين بل كانت الاستجابة بمزيدا من القمع والتنكيل والسجون والاعدامات وهو الامر الذي زاد من اصرار اليمنيين على العمل الجاد في طلائع الشعب اليمني بتصديها لسياسة الامامة التي فرضته حالة الجمود على الشعب اليمني كحقيقة مسلمة عليه ان يؤمن ويذعن لها..

ولفت انه وخلال سلسلة طويلة من المحاولات والنضالات ضد حكم الامامة توجت بقيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م بقيادة الضباط الاحرار وانقذت اليمن من الحكم الامامي الذي حكم عليها بالعزلة عهودا طويلة..

واضاف الشعيبي : لقد شكلت ثورة سبتمبر منعطف في تأريخ اليمن وأول انجاز حقيقي نحو توحيد الوطن المجزئ وبناء الدولة اليمنية الواحدة على كامل ترابه.. وقال: فقد كانت هذه الثورة وحدوية في آفاقها وأهدافها وجسدت الترابط الحقيقي بين جماهير الشعب اليمني في الشمال والجنوب وكان المواطنون الذين توافدوا من كل انحاء الوطن نواه جيشها وحملة علمها وانطلاقا من ذلك جعلت الثورة هدف قيام الوحدة اليمنية في مقدمة مبادئها.