27 أبريل.. يوم الديمقراطية
الجمعة, 24-أبريل-2009
الميثاق إنفو - كلمة صحيفة الثورة
يظل الـ27 من أبريل يوماً حضارياً مشهوداً في تاريخ اليمن الحديث لارتباطه بإرساء النظام الديمقراطي التعددي الذي أتاح المجال أمام كافة الفعاليات الحزبية لممارسة العمل السياسي في العلن وخوض الدورات الانتخابية على قاعدة التنافس عبر البرامج كما أتاح للمواطن اليمني حرية الاختيار لمن يمثله في السلطة التشريعية أو المجالس المحلية أو حتى في أعلى هرم للدولة والمتمثل بمنصب رئيس الجمهورية.
وقد استحق هذا اليوم أن يحتفى به من قبل أبناء الشعب اليمني بمختلف شرائحهم وألوان طيفهم كيوم للديمقراطية تعززت فيه عام 1993م أهم إنجازات الثورة اليمنية الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر وكذا الشرعية الديمقراطية المعبرة عن الإرادة الشعبية التي كانت إحدى ثمار المنجز الوحدوي العظيم الذي حققه الشعب اليمني في الـ22 من مايو عام 1990م.
وينبغي التأكيد - هنا- على أن ما شهده الوطن من تحولات نوعية على صعيد توسيع قاعدة المشاركة السياسية والشعبية وتجسيد مبدأ الشراكة في تحمل المسئولية الوطنية وحرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان والارتقاء بنظام الحكم المحلي لم يكن سوى نتيجة طبيعية للإشراقة الوحدوية التي ارتفع علمها خفاقاً في مدينة عدن صبيحة الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وهو الحدث الذي لم يكن حدثاً عابراً بل إنه جاء تتويجاً لمسيرة طويلة من النضال والتضحيات الجسيمة والسخية التي قدمها أبناء الشعب من مختلف مناطق الوطن على دروب التحرر من إرث الماضي المتخلف لعهود الإمامة والاستعمار ليصبح الحلم حقيقة على أرض الواقع في ذلك اليوم المجيد.
ومن الثابت أن تلازم الوحدة بصنوها ورديفها النهج الديمقراطي، هو من هيأ أمام الوطن فرصة الانطلاق صوب تحقيق أهم التحولات الكبرى سواء في المجالات السياسية والاقتصادية أو التنموية والثقافية والاجتماعية وهو ما يعني معه أن هذا الرابط الشرطي والمصيري بين الوحدة والديمقراطية لم يكن مجرداً من الدلالات المعبرة عن أنه وبكبر الوطن فقد كبر جميع أبنائه نتيجة هذا التمايز الذي تفرد به المنجز الوحدوي لوطن الـ22 من مايو.
إلا أن هذا المسار المتطور لم يسلم من حقد وغل بعض العناصر المأزومة والمشدودة إلى الماضي وموروثاته المتخلفة، حيث ظلت تلك القوى - مع الأسف الشديد - أسيرة لأوهامها المعشعشة في عقولها المريضة تساورها الأحلام الخائبة من أن بإمكانها إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، وهو ما ظهر جلياً في اندفاعها نحو الترويج للشعارات المناطقية والشطرية التي تفوح منها روائح النعرات النتنة.
وبحكم الترابط القائم ما بين الوحدة والديمقراطية فإن تلك الحفنة من دعاة الفتنة والفرقة الذين يتآمرون على الوحدة والثوابت الوطنية هم بالنتيجة يتآمرون أيضاً على الديمقراطية وكل ما يتصل بقيم الحياة العصرية بل انهم ومن خلال تلك النوازع السقيمة قد كشفوا عن أن خصومتهم ليست مع المجتمع اليمني وحسب، بل مع كل ما يتعلق بمعطيات التطور والتقدم والأمن والاستقرار.
وذلك ليس بغريب على عناصر لم تقدم شيئاً نافعاً لوطنها وشعبها بقدر مادأبت على الهدم والتخريب، وتكرار الأخطاء والخطايا إلى درجة أنهم الذين لا يروق لهم العيش إلا في ظل الأزمات والفتن والحرائق.
ومما لا جدال فيه أنه لن يطول الزمن بهذه العناصر الموبوءة ومسلكها الكريه حيث وأن الخونة والمرتزقة لا مكان لهم في حياة الشعوب الحرة وعما قريب سيكتب هؤلاء نهايتهم بأنفسهم شأنهم شأن كل متآمر ومنحرف وضال.. فالشعب اليمني الذي انتصر لثورته ووحدته وتجربته الديمقراطية لن يسمح لهذه العناصر أو غيرها، المساس بمصالحه العليا أو النيل من ثوابته الوطنية أو الإضرار بمكاسب وإنجازات ثورته ووحدته ومنطلقات تقدمه وازدهاره وتطوره.
وكما سيعبر هذا الشعب بعد غد الـ27 من ابريل عن وفائه للديمقراطية وقيمها النبيلة فإنه الذي سيواصل بعزم وهمة لا تلين مسيرته المظفرة التي تنتقل به إلى المستقبل الأكثر بهاءً وإشراقاً شاء من شاء وأبى من أبى


الثورة نت