الزعيم صالح يكتب عن عيد الاستقلال ويحذر من خطوات الانفصال
الأربعاء, 30-نوفمبر-2016
الميثاق إنفو -
في الوقت الذي يحتفل فيه شعبنا اليمني العظيم بالعيد التاسع والأربعين للإستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر، كثمرة من ثمار نضاله الدؤوب من أجل نيل الحرّية والإستقلال والتخلّص من العبودية والإستغلال، يقوم الفار هادي ومعاونوه مع الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية بالعمل على جرّ البلاد إلى الإنفصال والتشرذم من خلال الزج بما تبقى من الوحدات العسكرية التي التزمت بولائها للوطن والثورة والجمهورية، في قتال مع إخوانهم وزملائهم أفراد القوات المسلّحة واللجان الشعبية، في إطار مؤامرة كبيرة تُحاك ضد تلك الوحدات وبالذات اللواء 37 مدرع الذي استلم هادي والمتنفذون معه ثمن بيع هذا اللواء الصامد، ويقومون حالياً بسحب أسلحة اللواء الثقيلة والمتوسطة وتسليمها للدواعش والقاعدة، وتجريد أفراد اللواء من الضباط والصف والجنود المنتمين إلى محافظات معيّنة من سلاحهم الشخصي وإلزام الكثير منهم بالعودة إلى محافظاتهم بدون سلاح، كما جرى للوحدات التي كانت مرابطة في المناطق الجنوبية في أوائل عام 2015م.

إن هذه الخطوات والإجراءات تمثل خطورة كبيرة على الوطن وتهدف إلى زج البلاد في حرب طاحنة لن تبقي ولن تذر وستقضي على الأخضر واليابس، استكمالاً لما قام به العدوان الآثم والبربري الذي تشنه السعودية ومن تحالف معها.

إننا نحذّر كل من تواطأ مع الفار هادي ومن استلم معه ثمن تفكيك وحدات القوات المسلّحة، من الإستمرار في هذه الجرائم في حق الوطن والشعب والتي لن تسقط بالتقادم والتي سيدفعون ثمنها غالياً عاجلاً أمْ آجلاً..

وفي نفس الوقت ندعو كل أبناء القوات المسلّحة والأمن الذين يتعرضون للضغوط ومحاولات السيطرة من قِبل هادي وزمرته أن يواجهوا كل الضغوطات التي تمارس ضدهم وضد وحداتهم، وأن يعودوا إلى صف الوطن وأن يستفيدوا من قرار العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي الأعلى المعبِّر عن إرادة الشعب، وأن يلتحقوا بزملائهم في الجيش واللجان الشعبية الذين يدافعون عن وطنهم ويواجهون قوات الغزو والإحتلال والعدوان والمرتزقة التي تستهدف الوطن بأكمله وتستهدف الشعب بكل فئاته وشرائحه، وأن يقفوا بصلابة ضد المخطط التآمري الخبيث الذي يتولى الفار هادي تنفيذه للزج بأبناء الوطن إلى أن يقتلوا بعضهم البعض بدون أي هدف وطني سوى المحافظة على استمرار الفار هادي في التربّع على كرسي الحكم رغماً عن إرادة اليمنيين الأحرار، وفي محاولة خبيثة منه للإلتفاف على إرادة شعبنا الحرة.. وعلى النهج الديمقراطي الذي لولاه لما تربّع هادي على كرسي السلطة كرئيس توافقي لمدة سنتين انتهت في 21فبراير 2012م.

وعلى أولئك اللاهثين وراء المال السعودي الذين استلموا ثمن التآمر على الوطن وتفكيكه أن يدركوا أنه مهما قُدّم لهم من الأسلحة بكل أنواعها ومن المال المدنّس أنهم بذلك يرتكبون حماقة كبيرة في حق الوطن والشعب، الذي لن يرحمهم أبداً، طال الزمن أو قَصُر، وأن عليهم أن يتعظوا من دروس سنتين مضت من التآمر والعدوان البربري على اليمن أرضاً وإنساناً والذي لم يحقق لهم سوى أنهم تسببوا في قتل اليمنيين لبعضهم البعض بالمال السعودي والأسلحة السعودية التي يقدمها نظام آل سعود بهدف التضحية باليمنيين بأيدي اليمنيين.

وعليهم أن لا يغيب عن أذهانهم وتقديراتهم الخاسرة بأن هناك رجالاً صناديد.. ومقاتلين أشداء سيواجهونهم كما واجهوا من سبقهم، وأن هؤلاء الرجال الأفذاذ هم اليوم أكثر قدرة وأشد صلابة وبأساً أكثر من أي وقت مضى، وأن إرادة هؤلاء الرجال الرجال الذين عاهدوا الله والوطن والشعب على أن يكونوا الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها أحلام الطامعين والغزاة والمرتزقة والعملاء الذين اختاروا طريق الغواية.. وأضرّوا بوطنهم وشعبهم ومارسوا الخيانة بأبشع صورها المخزية، وأن يدركوا أيضاً أن أمامهم جبالاً وسهولاً وودياناً وصحارى ستقاتلهم هي وستفتك بهم قبل أن يفتك بهم الرجال الرجال والمقاتلين البواسل.

إن على هادي ومن حوله الذين يتشبثون بالسلطة على أشلاء وجماجم ودماء أبناء الشعب، وتجزئة وتفكيك وتشرذم الوطن، أن يدركوا أن شعبنا اليمني لن يمكّنهم من تحقيق مآربهم الخبيثة والدنيئة وأن تأتي لهم ذلك لبعض الوقت، وأنه سيقتص لأرواح ودماء الشهداء والجرحى.. ولدموع وآلام وأحزان الأمهات والآباء والأبناء والأيتام والثكالى مهما كلفه ذلك من ثمن.

إن ما يخطط له الفار هادي.. وما يقوم بتنفيذه من جرائم في حق الوطن والشعب، وفي مقدمة ذلك محاولة فرض الإنفصال، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه ضد السلام وضد الحوار.. وضد حقن دماء اليمنيين، وأنه بذلك يؤكد إصراره على التضحية بالوطن كاملاً.. ويسعى لقتل الشعب كله.. وعلى استمرار الحرب والإقتتال من أجل مصلحته الشخصية وخدمة لأعداء الوطن.

لقد سلّمنا السلطة في عام 2012 من أجل حقن دماء اليمنيين وحفاظاً على أرواح الأبرياء، ومن أجل تجنيب الوطن ويلات الحروب والفتن، وصوناً للسيادة والإستقلال الوطني، وحتى لا يصل الوطن إلى ما وصل إليه اليوم على يد هادي ومعه المرتزقة والخونة والعملاء الذين يتلذذون بسقوط الشهداء والجرحى.. وبدمار المنازل على رؤوس سكانها، ويستمتعون بمظاهر التدمير الممنهج لكل مقدرات الوطن من مدارس ومستشفيات وجامعات ومعاهد وطرق وجسور وموانئ ومطارات، ومصانع ومزارع، بل والمساجد وموارد المياه ومحطات توليد الكهرباء، بالإضافة إلى تجويع الشعب ومحاولة تركيعه وإذلاله.

فهل هذه هي الوطنية..؟ وهل هذا هو حب الوطن..؟ والحفاظ على سلامة المواطنين..؟؟!!

اللهم إني بلغت.. اللهم أني بلغت.. اللهم أني بلغت.. ونبّهت وحذّرت.. اللهم فاشهد.

وعلى الباغي تدور الدوائر.