الرئيس صالح وجائزة حوار الحضارات
الاثنين, 23-يونيو-2008
عبود الصوفي - الاثنين الماضي أعلن مستشار النمسا - رئيس الحكومة النمساوية، الفريد قوزنباور، أن المنتدى العالمي للحوار بين الحضارات منح فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية جائزة حوار الحضارات باعبتاره من الزعماء أبطال الحوار بين الحضارات والثقافات خلال السنوات الماضية.
وفيما يلي نصها:
صاحب الفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية
في عالم اليوم أصبح حوار الحضارات والثقافات متطلبا أساسيا للتنمية الايجابية.
كما إن العلاقات بين الناس والدول والثقافات أصبحت أكثر تقاربا نتيجة العولمة الاقتصادية، وبينما التجارة والأسواق المالية تتجاوز الحدود الثقافية والحضارية فان العديد يخشون فقدان الهوية الثقافية .
لقد شجعت النمسا حوار الحضارات والتفاهم بين الثقافات من اجل مواجهة تحديات المستقبل .
وقد تميزتم كقائد في هذا المجال وأسهمتم في الجهود العالمية من اجل إقامة علاقات متناغمة بين الحضارات والثقافات على أساس الاحترام والتفاهم والتعاون, ولذلك يشرفني أن ابعث إليكم دعوة لحضور القمة الأولى للمنتدى العالمي بصفتكم حائزين على جائزة حوار الحضارات .
وستعقد القمة في العشرين من سبتمبر 2008في فيينا وسأكون مسرورا للترحيب بكم في هذه المناسبة لمواصلة الحوار الذي قد كنتم من أبطاله في الأعوام المنصرمة .
قبل أربع سنوات تقريبا و بالتحديد في 21نوفمبر2004 قلد الرئيس علي عبدالله صالح وسام حوار الحضارات لعام 2004من مركز مجد روسيا القومي تقديراً لدوره في تبني الحوار بين الحضارات وتعزيز العلاقات اليمنية – الروسية ....وقد خاطب فلاديمير ياكونين رئيس مجلس أمناء مركز مجد روسيا القومي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بقوله" إن مساهمتكم التي لا تقدر بثمن في توحيد البلد الذي كان منقسما لمدة قرنين تضعكم إلى جانب مآثر صناع حضارة سبأ الذين وردت أسماءهم في التوراة ..".
تكريم الرئيس صالح (بجائزة حوار الحضارات) للعام 2008 هو تكريم لليمن وشعب اليمن وتأصيل لحوار الحضارات الذي جسدته مواقف الرئيس صالح في شتى المحافل الإقليمية والدولية..وبلور في هذه المحافل منهجه الانفتاحي العقلاني المعتدل..
يشخص الرئيس صالح في إطار رؤيته الإنسانية جوهر الأزمة في عالم اليوم بمرده إلى فقدان عناصر التفاهم والانسجام في واقع منظومة العلاقات بين الأنظمة والشعوب نتيجة التعاطي مع مبدأ البقاء للأقوى.
وفي سبيل تجاوز إشكالية أزمة التفاهم تتكرر دعوات الرئيس علي عبدالله صالح إلى تكريس ثقافية الحوار، التحاور وطنيا وعربيا ودوليا على قاعدة الحرية والديمقراطية ومفاهيم ومبادئ حقوق الإنسان، كبديل لثقافة العدائية والكراهية والأحقاد..
ولان الرئيس يؤمن بالتعايش السلمي بين مختلف الديانات السماوية فإنه ينبذ كل اشكال التعصب، بل عمل الرئيس صالح على ترسيخ مبدأ التسامح والحوار مع مختلف القوى والاتجاهات السياسية والاجتماعية والدينية في الداخل، بل نجده على امتداد الوقت كان ومازال يدعو إلى نبذ كل أشكال الأمراض الاجتماعية والعادات السيئة كالطائفية والمناطقية والسلالية والشللية ، باعتبارها سلوكيات متخلفة لا تتفق مع روح العصر ومعطيات التقدم الاجتماعي ولا تنسجم البتة مع الممارسات الحضارية لشعبنا. كما مد الرئيس صالح جسور التواصل مع دول الجوار حيث اعتمد بحكمته الحوار والتفاهم في معالجة مشاكل الحدود مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ، كذلك اتخذ قراراً بالموافقة على حل النزاع الاريتري- اليمني على جزر حنيش في البحر الاحمر بالحل السلمي. بل يمضي الرئيس صالح في ممارساته قبل أقواله إلى تجسيد قيم الحوار على الصعيد الوطني من جانب وتأكيد أهمية الحوار بين الثقافات والحضارات والأنظمة والأمم والشعوب من جانب آخر،وتمثلها كقضية جوهرية إنسانية وكنهج يشكل قناعة حقيقية لا بديل عنها .. وهكذا يثبت فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بما لايدع مجالا للشك وبواقع الملموس انحيازه للحكمة على الدوام ورفضه لكل صور وأشكال الشطط والتطرف والغلو ، متمثلا للحكمة اليمانية من خلال مواقفه وأعماله وسلوكياته الإنسانية.