الشباب.. و"محرقة" الإرهاب
الخميس, 19-مارس-2009
كلمة صحيفة الثورة - كشفت الحادثة الإرهابية التي استهدفت فوجاً سياحياً من كوريا الجنوبية في الجبل المطل على مدينة شبام بمحافظة حضرموت، وقام بتنفيذها شاب لم يكمل الثامنة عشرة من عمره.. بتفجير نفسه بحزام ناسف، الصورة البشعة والوحشية للخلفية الفكرية الظلامية والنزعة الإجرامية التي ينتهجها تنظيم القاعدة الإرهابي ويسمم بها عقول الشباب، وبالذات حديثي السن ممن لم يبلغوا مرحلة النضج والرشد والقدرة على التمييز بين الخير والشر وبين الحق والباطل، وليدفع بمثل هؤلاء الشباب الذين يسهل التغرير بهم، إلى محرقة الموت والهلاك ليخسروا الدنيا والآخرة وتحل بهم لعنة الله والناس أجمعين لمجرد إشباع نهم تلك الخفافيش الظلامية المتعطشة للدماء وقتل النفس التي حرم الله.
وحينما نتوقف أمام ذلك الفعل الإرهابي الشنيع الذي أودى بحياة عدد من السياح الأبرياء وأحد مرافقيهم من المواطنين اليمنيين، سنجد أن هذه الجريمة تواجهنا بعدد من الحقائق الدالة على أن من احترفوا التطرف وأعمال الإرهاب قد تجردوا كلياً من أي إحساس بالمسؤولية الإنسانية وأية قيم أخلاقية أو دينية، واستوطنت في عقولهم العدمية وفي نفوسهم الكراهية والحقد الدفين على كل شيء ينبض بالحياة إلى درجة أضحت معها ثقافة هذا المسلك الخبيث تجري في عروقهم مجرى الدم. وعقليات بهذه الخسة والعدوانية والضلالة، لا يمكن لها أن تضع اعتباراً لحرمة النفس البشرية التي تقوم بإزهاقها ظلماً وعدواناً، بل أن تلك القوى الإرهابية التي لم تكتف بالإساءة للعقيدة وتأليب الآخرين على الإسلام من خلال ما تقترفه من جرائم، قد عمدت إلى إلحاق الأذى والضرر البالغ بحق أوطانها ومجتمعاتها عن طريق جر بعض بنيها إلى ساحة الغواية والجهالة والتطرف واستخدامهم قنابل متفجرة للترويع والإرهاب والقتل.
ويدل الحادث الإرهابي الذي أودى بحياة أربعة من السياح الكوريين في حضرموت، على أن الشباب من صغار السن الذين يسهل غسل أدمغتهم وتعبئتها بالأفكار المتطرفة والظلامية، أصبحوا عرضة للاستقطاب من قبل العناصر الإرهابية التي لا ترى فيهم سوى أغرار من السذج لا قيمة لهم ولذلك جعلت من هؤلاء الشباب وقوداً لمخططاتها القذرة، والأكثر بشاعة من كل هذا، أنهم يسوقونهم إلى الموت بزعم أنهم يدخلونهم الجنة!!.
ولم يكن التفجير الإرهابي، في مدينة شبام سوى مثال حي على أن تلك القوى الإرهابية والشيطانية صارت لا تتورع عن استخدام الدين في التضليل بالشباب واستغلالهم في مشروعها التدميري.
والشيء المؤكد أن هذه القوى الإجرامية، وهي تستهدف اليمن واقتصاده ومسيرة بنائه، قد أرادت بذلك العمل الإرهابي البشع في محافظة حضرموت النيل من أمن واستقرار هذا الوطن والإساءة لأبناء شعبه وإيقاف حركة السياحة الوافدة إليه وتعريض اقتصاده لمزيد من المتاعب، فيما غاب عن تلك العناصر أن ما أقدمت عليه من اعتداء على الفوج السياحي لن يزيدنا إلاّ إصراراً وتصميماً على التصدي للإرهاب والإرهابيين وإحباط مخططاتهم وإفشال أهدافهم الخبيثة وإلحاق الهزيمة بهم.
لقد أثبتت كل الوقائع أن بلد الإيمان والحكمة ظل عصياً على الإرهاب، كما أنه سيبقى الرقم الصعب الذي يستحيل على أي عابث أو مستهتر أو إرهابي المساس بأمنه واستقراره أو التطاول على ثوابته الدينية والوطنية وثقافته الحضارية التي ترتكز على قيم الاعتدال والوسطية ورفض التطرف والتشدد والغلو، وسيكون أبناؤه، المخلصون لدينهم وعقيدتهم والسيرة المطهرة لرسولهم الكريم، بالمرصاد لتلك العقليات العدمية التي انقطعت صلتها بالحياة والدنيا والآخرة.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" صدق الله العظيم. 


الثورة نت