المؤتمر الشعبي العام وريادة القيادة
الأحد, 04-يناير-2009
علي الثلايا - بادئاً ذي بدء ينبغي التأكيد على حقيقة منطقية لا يختلف حولها اثنان، مفاد هذه الحقيقة هي أنه إذا جاز لنا استدعاء الذاكرة واستعراض مختلف الأدوار ومجمل المواقف التي مرت ببلادنا عبر مراحل تاريخها المعاصر، فإننا سنجد أن المؤتمر الشعبي العام ضرب ويضرب أروع الأمثلة النادرة في مصداقية خطابة الإعلامي، وبرامجه السياسية ورؤاه الفكرية، ذلك أن رؤيته الفكرية ظلت واضحة، وإستراتيجيته الوطنية بينة.. واتجاهاته التنفيذية محددة المعالم، يشاطره على بلورتها شعب ثائر جُبل على النضال، وطُبع على الإبداع والمثابرة والجلد.
 وبالتالي فإن التجارب السياسية الماضية بمجملها قد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، ريادة المؤتمر الشعبي العام في قيادة الوطن وإدارة العملية السياسية بنجاح منقطع النظير،وعزوفه عن تسويق الوعود الزائفة، وعن إطلاق الشعارات المهزوزة.
 ولعل الحوار الذي بثته قناة السعيدة عصر الثلاثاء الماضي للأخ الأستاذ/ سلطان البركاني، الأمين العام المساعد، كان قيماً وشيقاً،، يحمل من الصدق والصراحة والشفافية والوضوح ما يجعله خطوطاً عامة ينطلق منها المشترك لرسم سياساته وتصحيح اختلالاته، وإعادة النظر في مجمل إخفاقاته وعثراته إزاء التعامل مع الوطن ومع القضايا الوطنية الراهنة.
 وانطلاقاً من أننا لسنا ملائكة.. ولم نقل يوماً أننا ارتقينا إلى مرتبة التجرد التام من مواطن الخلل ومكامن الإخفاق.. فلا حاجة بنا اليوم لمجاراة الآخرين مزاعم الكمال..
وإنما حسبنا شرفاً توخي الأمانة في التعامل مع جماهير الشعب، وأن ننطلق في جهودنا لخدمة الوطن من منطلق الصدق في القول والإخلاص في العمل.
فضلاً عن أننا في المؤتمر الشعبي العام لا نعاني أزمة الثقة بما حولنا ومن حولنا، ولا نكابد انكسارات الذات...
وهو الأمر الذي يغنينا عن مشاجب نعلق عليها مبررات الإخفاق ومصوغات العجز...
 بيد أنا، بدراية واقتدار، قد استقرأنا حقائق الكون.. وأفدنا كثيراً من معطيات التاريخ.. واستطعنا ضبط إيقاعات المستقبل، والحفاظ على أكبر قدر من التناغم بين الجانب النظري المعبر عنه بالميثاق الوطني من ناحية،، وجهدنا اليومي ومناشطنا العملية في الأوساط الشعبية من ناحية أخرى...
 لقد أشار البركاني في حواره ذاك إلى عدد من المحطات الوطنية الهامة, وطرق عدداً من القضايا المحورية التي يتمثل أهمها في أن مسئولية المؤتمر في إدارة شئون البلاد تقتضي الصدق مع جماهير الشعب، وعدم اللجوء إلى إثارة الأسئلة المستريبة، والإحجام عن دغدغة العواطف وتوظيفها في صالح طرف ضد الآخر.. لأن عملاً كهذا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقود إلى نتيجة مرضية.. ولكنه يمثل حالة اجترار لممارسات عفى عليها الزمن.
 وهو الأمر الذي ينبغي على أحزاب المشترك أن لا تكرره اليوم، لاسيما وأن هناك كثيراً من المهام الماثلة التي ينبغي عليها القيام بها في سبيل مواجهة العبث بالتجربة الديمقراطية والإساءة إلى العملية السياسية – من قبل مشترك النزوات الفردية والمصالح الشخصية – ودعم السياسات الاقتصادية ورفع المستوى المعيشي لجماهير الشعب .وغير ذلك من المهام الماثلة التي تعد في مجملها شرطاً جوهرياً لوجود المؤتمر الشعبي العام في السلطة وديمومته في الحكم،، وضمانة رئيسية لاستمرار وتيرة البناء بنسق متصاعدة وخطوات ايجابية مثمرة، في كافة المجالات ومختلف الأصعدة.
المؤتمر .. ونهج الحوار
 وبحسب ما تضمنه حوار الأخ الأستاذ/ سلطان البركاني، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، فإنه ليس ضعفاً من المؤتمر الشعبي العام أن يمد يداً بيضاء لأحزاب المشترك ويدعوها إلى طاولة الحوار الوطني البناء والمثمر،، بقدر ما يمثل ذلك نهجاً سليماً وقويماً يعكس حرص المؤتمر في الحفاظ على التجربة الديمقراطية ضماناً لسلامة إجراءات ممارستها عملياً وميدانياً..
فضلاً عن أن هذا النهج يعتبر أساساً متيناً ومنطلقاً صلباً قام على ضوئه المؤتمر العشبي العام في 24/8/1982م، على قاعدة الحوار السلمي بين مختلف القوى السياسية، وشرائح المجتمع وتكويناته المختلفة، وعلى أرضية الوعي الوطني المسئول..
 وبالتالي فقد شكل المؤتمر الشعبي العام خلال مسيرته الوطنية إطاراً منظماً للعملية السياسية، ووسيلة بناءة تعبر عن هموم الشعب وتطلعاته، وآلية فاعلة إدارة عجلة النهوض الحضاري الشامل، وطريقاً واضحاً للاصطفاف الذي يوحد شتات الأمة ويجمع أشلاءها المتناثرة، ويضمن لها مقومات البقاء القوي ، بعيداً عن مخاطر الاغتراب الفكري، وبمعزل عن مزالق الصرع والتآمر والارتهان...
 ومن هنا، وبناءً على ذلك، فإن المؤتمر الشعبي العام ما من مرة يقدم فيها نفسه لجماهير الشعب، ليخوض وغيره من الأحزاب السياسية معترك الديمقراطية إلا وجد الشعب يبادله الوفاء، ويمنحه الثقة، ويمكن له أسباب العطاء والتضحية والبناء..
 ذلك أن المؤتمر الشعبي العام استند في نضاله الدؤوب على الواقعية السياسية وحمل في طويته خطاباً وطنياً وقوراً، لا يعتمد الشعارات الزائفة التي تضلل المجتمع، ولا يجنح للجدل العقيم ولا يقوم على التطرف والترهيب..
 وحسب المؤتمر الشعبي العام شرفاً وارتياداً أنه، وفي ظل ظروف بالغة الخطورة وشديدة التعقيد، أثبت قدرته على إدارة شئون المجتمع، وتوجيه سياسيات الوطن بمهارة فائقة وحنكة نادرة. 


خاص: معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث