العيدروس.. الانتماء للوطن يعني الشراكة الواضحة والمسؤولة وليست شراكة الأرباح
الأربعاء, 17-ديسمبر-2014
الميثاق إنفو -
أكد الأستاذ محمد حسين العيدروس عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام رئيس معهد الميثاق عضو مجلس الشورى - بان الانتماء للوطن يعني الشراكة الواضحة والمسؤولة وليست شراكة بالأرباح فحسب، كما ان الشراكة الوطنية لا يمكن ان تزدهر وتكبر اذا لم يتهيأ لها المناخ الذي يكفل لها ذلك وهو الامن والاستقرار بدرجة رئيسية والذي يتحقق بدرجة أساسية بتعاون الجميع.. وقال العيدروس في حوار (ل26سبتمبر): ان نشر ثقافة المحبة والتسامح والترفع عن الصغائر وتعميق الشراكة الحقيقية هي في الاصل تنبع من اخلاقيات وقيم المجتمع اليمني وما يتحلى به المواطن وليست سلعة تشتريها الاحزاب او السلطة ولهذا علينا ان نؤمن بان الشعب الذي تجاوز رصيده الحضاري عشرة آلاف عام قبل الميلاد لا يمكن لاي احد كان ان يمسخ تراثه وقيمه ومعتقداته في بضعة اشهر او اعوام لان الاصل هو من يستطيع البقاء دائما وكل ما كان طارئا ينهار ويزول وما يحدث اليوم في كثير من الدول خير شاهد على ذلك هدفه هو مسخ التراث والقيم الاصيلة من خلال ما اسمي بثورات الربيع العربي والتي خطط لاحتوائها أعداء الأمة العربية..

< وأشار الى ان تنصل نخب المجتمع والاحزاب السياسية من ادوارها ومسؤولياتها والقذف بها على عاتق الدولة والاحزاب قد يخلق ثقافة زائفة في اوساط المجتمع تصب غضبها وتذمرها على الدولة وبعض الاحزاب السياسية ولكن في حقيقة الامر تكون قد اوجدت تجويفاً خطيراً في البناء العام للدولة والمجتمع وفي الاخير يفضي الى انهيار كل البلد ويتسبب في مشكلات وازمات معقدة وفي الاخير نكتشف ان الضرر اصبح على الشعب عامة وليس خاصاً على الاحزاب او النظام السياسي للدولة..
المشكلة كاملة
< ومضى العيدروس الى القول: وعليه فاننا عندما نتناول مشاكلنا بمنطق عقلاني مسؤول بعيداً عن الكيد السياسي ويسانده اعلام صادق وسوي من اجل الوطن نستطيع الالمام بجوانب المشكلة كاملة ونحدد مسؤوليات معالجتها , ونقطع الطريق امام بعض القوى السياسية التي دائماً تسعى للمشاركة وتعتبر نفسها مستفيدة من بقاء تلك المشاكل لان برامجها وسياساتها سياسات تقليدية معقدة لا تجدد مع المتغيرات الحاصلة في محيطها وفي العالم.
استنفار الطاقات
< وتابع قائلاً : ولهذا نؤكد ان الفرصة اليوم مواتية للجميع لتحرير ارادتها الوطنية من السياسات المعقدة والمغلولة واعادة قراءة الاحداث بعين الوطن والمصير الواحد واستنفار الطاقات من اجل اعادة الامن والاستقرار وتعزيز التلاحم الوطني الذي يمثل كل الرهانات النافعة وضمانة السيادة الوطنية لكل ابناء اليمن.
< وحول اداء الاعلام الوطني المسؤول قال العيدروس المسألة الاعلامية دائماً ما تثير جدلاً في جميع الدول ذات التجارب الديمقراطية الحديثة واحياناً حتى في دول الديمقراطية الراسخة حيث ان هناك اشكالية قائمة وباستمرار في العلاقات القائمة بين اجهزة الحكم والمؤسسات الاعلامية تجعلها نتيجة سوء الفهم غير منسجمين او غير قادرين على العمل المشترك ضمن غايات موحدة.
حرية الصحافة
< موضحاً بالقول : لذا فالأنظمة السياسية ذات التوجه الديمقراطي تؤمن بحريات الصحافة والتعبير لكنها تنظر الى الحريات المطلقة بحذر شديد خشية ان يطول ذلك ثوابتها الوطنية والعقائدية الدينية لشعوبها وموروثها الثقافي وفي حالات ياتي حذرها من التجارب الاعلامية الوليدة التي تتجرد من المهنية وتستغل مساحة الحريات في العبث وبذر الفتن والترويج لثقافات غريبة هدامة للمجتمع .
قراءة واقع الاخرين
< لافتاً الى ان المهنية الاعلامية تقتضي العمل بامانة وشرف وعدم قراءة واقع الاخرين قبل ان تتعرف عليه او تحاول ان تشتف منه حقائقه لمجرد انه صادر عن هذه الجهة او تلك ممن في ميدان التنافس الديمقراطي، فإعلام الوطن المسؤول لا يتنكر لاي احد انجازه وجهده وتضحياته التي يقدمها للانسانية لذا نريد من اعلامنا تطوير الوطن وتنمية مستقبل الاجيال فالمسؤولية الوطنية اليوم اكثر من اي وقت مضى تقتضي ان يلتزم الجميع بالخطاب الاعلامي الواعي والنظر الى الواقع انه يخص الكل وليس حزباً بعينه دون سواه والتعاون مع معانات الشعب اليمني بعقلانية دون اثارة الفتن والدسائس والنعرات وان يعزز اعلامنا مودتنا واخاءنا ووحدتنا فما دمنا بلد الحكمة والايمان يجب ان نرفض كل ما يعكر صفو حياتنا من بعض وسائل الاعلام الحزبية التي لا شغل لها الا بث الفتن والمصائب، واخيراً نقول للاعلام المهني المسؤول الهادف ان يرتقي اكثر الى نشر المحبة والتسامح ونشر روح الاخاء والصدق والسلام .
< وحول كيف يمكننا فهم ممارسة السياسة من خلال عالم افتراضي يقول الاستاذ العيدروس عضو مجلس الشورى : يختلط الوعي لدى البعض ربما يخذله ادراكه عن التفريق بين العالم الافتراضي والعالم الواقعي والفرق بين ان يكون مواطاً في( الجمهورية اليمنية ) وبين ان يكون مواطن في (جمهورية افلاطون ) التي كان كل شيء يسر فيها بادق من عقارب الساعة، غير ان عيبها الوحيد انها (جمهورية على ورق) وهي تشبه كثيراً من الاحزاب السياسية في بلادنا التي اتسمت بالخداع والدسائس ضد الاخرين وجسدت واجهتها في الصحف والمواقع الالكترونية.
< ويمضي العيدروس الى القول: ولذا فان بعض الاحزاب يجب ان تدرك ان حسابات(الجمهورية اليمنية) مبنية على استحقاقات دستورية وصناديق اقتراع وكائنات حية تمتلك ارادتها واعتباراتها الانسانية الحرة وهي مختلفة تماماً عن حسابات (جمهورية افلاطون).
ان اعظم حقائقنا اليمنية كسائر الاوطان الاخرى ان الواقع يفرض نفسه بحساباته على امتداد الحقب التاريخية لذا فان البعض يتجاهل وعي المواطن فانه بكل تأكيد اصبح (المواطن) قادراً على التمييز بين انجاز الاحزاب السياسية وخاصة في بناء الوطن وممارساتها السياسية
الاقتناع بدور مجلسي النواب والشورى
وحول دور مجلسي النواب والشورى ازاء مايعتمل في الساحة الوطنية يؤكد عضو مجلس الشورى العيدروس قائلا: دور البرلمان دور محوري يمكن له ان يقود الى مشاركة ابناء الوطن في معالجة كافة القضايا الوطنية العالقة وتوجيه كل النخب الى الطريق الصحيح ولكن لابد من الاقتناع من قبل الأطراف المعنية بأهمية إسهام ودور مجلسي النواب والشورى في تقييم الأوضاع وإصلاحها لاننا لايمكننا اليوم تجاوز التحديات الراهنة دون مشاركة المؤسسات الدستورية لان الوطن للجميع والتغيير لن يتم الا بتكاتف الجميع والمجلسان النواب والشورى لاشك تقع على عاتق اعضائهما مسؤولية كبيرة كونهما يمتلكان صلاحيات دستورية واسعة تمكنهما من التدخل الفاعل لوضع حد لمعظم الاشكالات الحاصلة على مستوى الساحة الوطنية
لافتاً الى ان مجلس الشورى قد بدأ مؤخراً عقد جلساته لمناقشة الاوضاع على الساحة الوطنية وتشخيص المخاطر المترتبة على الاوضاع الراهنة ولا ريب ان اعضاء مجلسي النواب والشورى يتمتعون بتجارب سياسية وعسكرية كبيرة تمكنهم من القدرة على الاسهام الفاعل في حل المعضلات والعبور الامن بالوطن الى بر الامان
الكل قلق على الوحدة
واشار الى ان من حق كل مواطن يمني شريف الخوف على مآلات الوحدة الوطنية نتيجة تداعيات ما يعتمل في الساحة الوطنية من أزمات متلاحقة معتبراً ان الوحدة اليمنية تمثل اهم انجاز وطني تاريخي تحقق في تاريخ اليمن الحديث، ويقول العيدروس :انا كنت طالباً من ابناء محافظة حضرموت اتذكر كيف كنا في المدارس نردد في طابور الصباح شعار تحقيق الوحدة اليمنية وبالتالى فان الوحدة اليمنية والاعلان عن قيامها في ال22من مايو 90م لم يأت من فراغ وانما هي معمقة في قلوب ووجدان كل يمني ويمنية واتت كخلاصة للثورة اليمنية 26سبتمبر وال14من اكتوبر المجيدتين
وثيقة السلم والشراكة
وعن رأيه في وثيقة السلم والشراكة يؤكد العيدروس على أهمية تطبيقها على ارض الواقع وان وثيقة السلم والشراكة تهدف الى ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية والفاعلة وعدم اقصاء احد وعدم الاستحواذ مثل ما فعلت بعض القوى بحسب تعبيره وقال:من وجهة نظري الشخصية فان وثيقة السلم والشراكة كان لاداعي لها ما دامت لدينا المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية لكن نزولا عند اصرار بعض الاحزاب على وجود مثل هذه الوثيقة سلمنا بالأمر الواقع ووقع عليها الجميع رغم انها بالتأكيد ستضعف المبادرة الخليجية والأمل لدى الجميع اليوم بان تكون الازمة بعد التوقيع على وثيقة السلم والشراكة قد تحلحلت نوعا ما ولكن فوجئ الجميع بان هناك احزاباً لازالت ترفض بنود هذه الوثيقة للأسف وتحاول التملص من الاستحقاقات المترتبة على تنفيذ الوثيقة، ونامل ان يكون هذا الاتفاق هو الاخير .
< ويواصل عضو مجلس الشورى حديثه بالقول : انا اقول ان الواقع المعاش هو نتاج للاتهامات المتبادلة بين مختلف القوى السياسية والجميع هم ابناء وطن واحد وابناء اسرة واحدة لاب اسمه اليمن الكبير .
خطوط حمراء
< وقال: ان السياسة الوطنية التي نعرفها جميعاً تبني ولا تهدم وان كل ما عملته بعض الاحزاب السياسية من اسفاف اعلامي غير منطقي ضد بعض الأحزاب ضد بعض الشخصيات الوطنية التي لها باع طويل في بناء وخدمة الوطن سنيين طويلة حقيقة كل هذه المناكفات والمقرونة بالأفعال إلا مسؤولة التي اوصلتنا الى حالنا اليوم الذي توقفت فيه التنمية وانهار فيه كثير من القيم وازداد كاهل الامن واصبح هذا الفعل لا يخدم الوطن بل يخدم أعداء اليمن ووحدته واستقراره..
قيادات تاريخية
< مؤكداً أنه كل القيادات التاريخية اليمنية تعتبر قيادات عظيمة ولكل قائد ايجابياته وسلبياته ولكن للأسف نرى اليوم ان كثيراً من الأحزاب تريد ان تغطي الشمس بمنخل فمثلاً الرئيس الحمدي مع الرئيس سالم ربيع علي رحمهم الله بدأو بخطى ملموسة وجادة على طريق الوحدة اليمنية لكنهم استهدفوا من خلال النفوس الضعيفة الدنيئة التي لا تعيش إلا في المستنقعات وجاء الأخ علي عبدالله صالح..الرئيس السابق وتحققت على يده انجازات كثيرة وصنع الفعل الوطني التاريخي مع زملائه المناضلين كالأخ علي سالم البيض وغيرهم بتحقيق الوحدة اليمنية.
التدخلات الخارجية
< ورأى العيدروس أن كلما هو موجود من مشكلات داخل اليمن سببه التدخلات الخارجية لانهم يريدوا اليمن يمناً فقيراً يمناً تتجاذبه القوى الشريرة يمناً يعمه الفقر والمرض والجهل..
< ويقول: وأنا أقول بأن ما يعتمل في الساحة يسهم فيه بعض الايدي الخارجية لانهم وجدوا بعض من يستجيب لهم في الداخل ولهذا نأمل ان يعتمد اليمنيون على انفسهم واليمن غنية برجالها وحكمائها وثرواتها وحضارتها..