تجمع السلام والنماء
الثلاثاء, 30-ديسمبر-2008
الميثاق إنفو - تبدأ اليوم في العاصمة السودانية الخرطوم أعمال قمة تجمع صنعاء في ظل الظروف والمتغيرات السلبية التي طرأت بفعل بروز الظاهرة الإرهابية الجديدة التي تتخذ طابع القرصنة.
وينم التمسك بعقد القمة في موعدها ومستجدات القرصنة في عنفوانها عن استشعار قيادات دول التجمع لخطورة المشكلة والاضطلاع الواجب بمسئولية التصدي لها .
ومدلول أو مغزى آخر يتكشف عن ظروف الانعقاد للقمة، يشير إلى أن قادتنا قرروا بالفعل أن تكون صيغة صنعاء للتعاون التي ائتلفوا فيها تجمعاً للتحديث إن لم يكن ذلك أساس قيامه.
وبالنتيجة أو الحقيقة التأسيسية للتجمع فإن مواجهة التحديات الدافع إلى تبنيه وهو أيضاً في مقدمة مهامه وأهدافه والآلية التي تتحرك في إطاره كافة التوجهات والفعاليات التعاونية لدوله.
وبالفعل فإن تشكل هذا الملتقى ينطوي على ذلك النوع من التحديث لأوضاع التخلف الاقتصادي والاضطراب السياسي سواء ما يتفاعل في داخل المنطقة وما يهب عليها من خارجها.
وبالنظر أيضاً إلى التطورات غير السوية وغير المواتية التي تلقي بظلالها الكئيبة على مجرى البحر الأحمر فإن تكتل صنعاء يمثل استشرافاً للأفق المستقبلي باحتمالاته المختلفة بقصد العمل على تأمينه من الإصابة بحالات الاضطراب السياسي والنزيف الاجتماعي.
ويمكن النظر أيضاً إلى التجمع على أنه نتاج تقييم موضوعي للحصيلة المرة لماضي الخلافات والصراعات معزز بعناصر الشجاعة في مكاشفة النفس ومصارحة المجتمعات بالحقيقة المأساوية للأزمنة التي سمح فيها للاختلالات أن تسود.
وتجتمع في تجمع صنعاء وتتوازى في تزامن وتكامل واقعي مهام وغايات تصويب الماضي وإصلاح واقع الحال وتزويده بعوامل الايجابية التي تدفع بمسيرته التعاونية صوب المستقبل المزدهر بالأمان والنماء.
وانتظام قممه في الالتئام وعبر ست دورات للانعقاد يقدم الدلالة الشاهدة على أنه التجمع الذي وجد ليبقى بصورة مستوفية لإمكانية التجدد والتطور المستمرين.
وفرصة للاستفادة السياسية والتوظيف الإنمائي للطابع الدولي للملاحة البحرية عبر المنطقة تضع نفسها في متناول تجمع صنعاء، على الرغم من المؤثرات السلبية لطارئ القرصنة.
وتتأتى الاستفادة من حالة الاستفاقة والاستنفار للتحرك والتفاعل العالمي مع المسألة وقدمت بشكل مباشر المصالح الدولية الجارية في ممراتها البحرية وجعلتها في مرمى التعرض للخطر والضياع.
وهي الظروف المناسبة لتأكيد حقيقة الارتباط بين تلك المصالح واستقرار ونماء مجتمعات المنطقة وأن دعم وتعزيز قيام هذا الوضع الايجابي جزء أساسي وصميم في أولويات وعوامل تأمين المصالح الدولية، وتأكيد على واقع حقيقي قائم ودائم في طرح كهذا أكثر منه استثماراً لظرف طارئ بل هو الخالي والبعيد تماماً عن نطاق أي محاولة توظيفية.
ودائماً ما تكون الأولوية للمقدرات والطاقات الذاتية لتجمع صنعاء في تحقيق أهدافه السلمية والإنمائية والتأكيد على المسئولية الأولى لدوله في مواجهة التحديات وتجاوز المعضلات.
ومع ذلك فإن التحرك والسعي على الساحة الدولية مطلوبان وبإلحاح لتحويل مؤثراتها القادمة إلى المنطقة من المجرى السلبي إلى المسار الإيجابي باعتبار أن فيه واحداً أو مجموعة من ضمانات التقدم الناجح بالمنطقة نحو الأفضل. 

الثورة نت