مجزرة غزة واحتفالات رأس السنة
الاثنين, 29-ديسمبر-2008
أحمد الجبلي - يبدو أن الحكومة الاسرائيلية أرادت الاحتفال بأعياد الميلاد بطريقتها الخاصة فقررت الهجوم على قطاع غزة ووضعه تحت نيران المتفجرات والقنابل لحصد أرواح الكثيرين من سكان القطاع الذين لا حول لهم ولا قوة دون ان تستثني من ذلك امراة ولا طفلا ولا سنا فالجميع عندها مستهدفون والجميع في مفهومها إرهابيون كما قال احد قادتها العسكريين لقناة الجزيرة في أول ايام المجزرة.
ربما رأى حكام اسرائيل ان يكون احتفالهم هذا العام باعياد الميلاد مصبوغاً بلون الدم ولا غرابة فتاريخ قادة هذا الكيان ابتداء من ارييل شارون وقبله إلى بنيامين نتنياهو إلى ايهود باراك وأولمرت تاريخ دموي مليء بالمجازر والإبادة وإرهاب الدولة.
ولا غرابة ايضا ان تقف الإدارة الامريكية موقف المتفرج بل وتبارك المجزرة التي اعتبرتها دفاعا عن النفس وللقضاء على الإرهاب.
غير أن كل الغرابة تكمن في الصمت العربي والموقف العربي الرسمي الذي اكتفى حتى الآن بالإدانة والشجب والرفض دون طرح إجراءات كفيلة بالرد على العدوان الاسرائيلي اللهم إلاّ الدعوة لعقد قمة طارئة.
- فما الذي يمكن ان تخرج به القمة ؟
- هل ستتخلى الدول العربية التي لها علاقات أو اتفاقيات مع اسرائيل عن ذلك مثلاً وهل ستطرد سفراء اسرائيل من عواصمها؟
- هل من الممكن اتخاذ موقف قوي من الولايات المتحدة الامريكية قبل اسرائيل؟
- هل يمتلك الحكام العرب الشجاعة ليقولوا كفى لأمريكا؟
- هل .. وهل.. وهل..؟
رأيي الشخصي ان القمة المرتقبة لن تختلف كثيرا عن القمم السابقة لكنها ربما تتخذ قرارات أكثر جدية تعبر على الأقل عن غضب الشارع العربي لكنها في كل الأحوال لن تصل إلى ما ينتظره منها هذا الشارع.
المحزن أنه في الوقت الذي أرادت فيه اسرائيل الاحتفال باعياد الميلاد بمجزرة غزة البشعة تستعد الكثير من العواصم العربية للاحتفال باقامة حفلات رأس السنة الميلادية المتزامنة هذا العام مع حلول السنة الهجرية الجديدة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم وتتسابق على استضافة كبار المطربين والمطربات الأمر الذي أدى إلى ارتفاع اجورهم واجورهن بشكل غير مسبوق حسب ما تناقلته الاخبار الفنية.
ولأن الحكام العرب ليس بمقدورهم كما قلت فعل المعجزة في قمتهم المنتظرة فاضعف الإيمان ان يأمروا بإلغاء الاحتفالات هذا العام إكراما لشهداء غزة

.
*( مدير تحرير (26 سبتمبر