الوطن ..والمفاهيم المشوهة
الاثنين, 29-ديسمبر-2008
علي الثلايا - • التطاول على الوطن والقفز على الثوابت الوطنية، يعد عملاً مشيناً بحق الوطن والمواطن، واعتداءً سافراً على الديمقراطية، وانتهاكاً للقيم العليا والمعاني السامية للمواطنة الحقة بمفهومها الحقوقي الشامل، وتشويهاً للوجه الجميل الذي تميزت به تجربة اليمن في مضمار العمل السياسي والتعددية الحزبية والممارسة الديمقراطية.
• وبالتالي فإن أمراً كهذا، لا يعدو عن كونه جهلاً مفرطاً تمارسه بعض القوى السياسية التي لا تقيم للوطن وزناً، ولا للمواطن شأناً في كل ممارساتها ونشاطاتها التي تتعارض مع أسس ومبادئ العمل السياسي الخلاق والتنافس البناء.
• وإذا كان الجهل بأسباب وسبل الممارسة السياسية الموقورة قد أغرى البعض على استمراء الإساءة، ودعاه إلى نشر غسيله الأسود لتعكير صفو الوحدة الوطنية لجماهير الشعب، والإساءة إلى التجربة الديمقراطية الرائدة في البلاد.. فإننا - في المؤتمر الشعبي العام - نرفض كل تلك الممارسات المشينة، رفضاً قاطعاً، ولا نقبل أن يكون جهل أولئك المتنطعين، شماعة لتبرير النكايات، ولا وسيلة لتمرير الأخطاء، ولا سبيلاً لخرق أسس ومبادئ وقواعد العمل السياسي.
• ولئن كان المؤتمر الشعبي العام - على الدوام - ينشد علاقات سوية، قوامها الاحترام المتبادل والتنافس الشريف، والتباري الأخلاقي النزيه، ويعمل باستمرار على تطوير وتمتين علاقاته السياسية والتنظيمية مع كل الأحزاب والتنظيمات السياسية على الساحة الوطنية... فإن أقل ما ينتظره المؤتمر من هؤلاء جميعاً أن يكونوا طرفاً إيجابياً في بناء مكونات الثقة المتبادلة، وعدم الركون على النظرة الأحادية القاصرة، أو القفز على الأولويات وتجاوز الثوابت الوطنية التي يعد المساس بها ضرباً من خيال الخيلاء، وأطماع الدخلاء...
ذلك أن للوطن حرمة لا تمس، وللشعب إرادة حرة مستقلة لا يمكن لأحد النيل منها، مهما كانت مزاعمه وانتماءاته، وابتغاءاته ومراميه.
• إن أياً منا بوسعه التفكير ملياً في عدد من الإفرازات العقيمة التي تجمت عن غياب الوعي الحقيقي بمصلحة الوطن.. وبمقدوره أيضاً التأمل في جملة من المشاهد المؤلمة التي دفعت وتدفع بعض القوى السياسية إلى تُغليب النزوات الذاتية والمصالح الشخصية، بأساليب تدمي الضمائر الحية وتجرح كبرياء الشعب وتهدد مصلحة الوطن وسلامته وأمنه واستقراره.
• وفي هذه الأثناء فإن الضرورة والواجب يحتمان علينا ويؤكدان على ضرورة وأهمية التنبيه لخطورة التعاطي مع كثير من المفاهيم المشوهة والمعايير القاصرة التي تشكل في مجملها إحياءً لنزعات الماضي، وتأصيلاً لذلك الوعي القائم الذي يطبع حياة المجتمع على الصراع مصلحة،، والصراع عقيدة.. والصراع برامجاً وثقافة وإستراتيجية...
• بيد أنه، وفي ظل هذا الوضع الراهن الذي تكتنفه موضة التحالفات السياسية، وتميزه سياسية التكتلات الحزبية المتمثلة بإلتقاء الأضداد واجتماع النقائض واتفاق التباين المتنافر،، فإن من الأهمية بمكان التأكيد على أن مجمل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية- متكتلة كانت، أو كلاً على حده- يستحيل عليها أن تنهض بمسئولياتها تجاه الوطن والشعب، وأن تنطلق من وضعها الراهن لتشكل علامة حضارية بارزة في مواجهة أعباء الحاضر وتحديات المستقبل ما لم تضع مصلحة الوطن في مقدمة أهدافها، وفي أولوية برامجها وإستراتيجيتها، وفي صدارة توجهاتها وتطلعاتها، وفي طليعة غاياتها ومراميها،، على مستوى النشاط اليومي الملموس، وأيضاً على صعيد الرؤى البرامجية التي تحدد طبيعة التفكير الحزبي السائد، وتمكن الشعب من استيعاب الحراك السياسي وفرز معطياته،وتحديد الموقف الوطني من كل ما يكتنف الساحة الوطنية من فعاليات سياسية واجتماعية واقتصادية وفكرية.

خاص معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث