الذكرى الـ32 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام
الأحد, 24-أغسطس-2014
سام الغُباري -


يعتمد المؤتمر الشعبي العام على ذاكرة الناس التي تتعرض للنزف والتشويش وهو اعتماد لا يمكنه مواجهة الاستحقاقات القادمة لإعادة تكوين وجوده السياسي ، ولا يجوز اتكاءه على وعي الناخبين أيضاً فقد يتعرضون لحملة شائعات مزيفة ومركزة في التوقيت الفاصل لتشكيل قرار ورقة الاقتراع بما يقضي على أحلام اليقظة التي يفرط فيها بعض الذين اهترأت صورتهم الشعبية وتناقص نفوذهم السابق .
- هذا اعتراف سيء والأسوأ منه التغاضي عنه واستمرار التعامل مع القضايا كرد فعل لا يصنع الأحداث أو يؤثر في مساراتها ! ، ولمعرفة ماينبغي عمله يمكن البحث في أسباب انجراف الشباب وتحريف وعيهم وتقديمهم كرؤوس حربة في مواجهة النظام ، وسعيهم العنيد لإسقاط الدولة بحثاً عن المستقبل الذي صار مؤلماً وكفيلاً باعتراف متأخر بوقوعهم ضحية لموجة شائعات مفخخة بالأرقام والمعلومات المقدمة عبر وسائل إعلام متعددة كانت تحتل واجهة الصدارة في ظل انحسار مصداقية وسائل إعلام المؤتمر الشعبي ، ولولا كفاح المئات من الشباب المتطوعين والمغمورين في مختلف الوسائل المتاحة لما استطاعت ديناصورات الأرق المحنط إقناع طفل صغير بالوقوف وراء شرعية المبدأ ودستورية النظام و مستقبل التغيير المسنود لإرادة الصندوق ولا سواه.
- مازلنا نتذكر وجوه (الساحاتيين) الغاضبة من تفشي الفساد و غلبة النفوذ و ظلم المسؤولين و كان ذلك يسيراً على رموز التمرد الثوري لتسويقه وتقديم أنفسهم كمنقذين برؤى ترسم بساطة الحكم وإمكانية تنفيذ ما اخفق نظام "صالح" في تحقيقه وإعطاء المشاهدين والقراء نظريات اقتصادية لتحولات مابعد الإطاحة بالنظام والانقضاض على السلطة و الجلوس على عرش اليمن ، وبأنهم القادة والرموز و أن " علي محسن" سيقدم استقالته بعد رحيل "صالح" . وتمكين الشباب وغيرها من هرطقات البؤس الخادع ، ولما جلسوا ضرب الحكام الجدد جرحاهم واصدر "باسندوة" أول قراراته بإلغاء الحظر الحكومي على "سبأفون" التي يعمل فيها مستشاراً بمبلغ ضخم.
- كانت المصادفة وحدها لحجم "الكذب" الثوري كفيلة بتراجع الشباب عن طموحهم المجنون. وجاءت الأيام العسيرة على تنظيم المؤتمر الشعبي لتختبر معادن رجاله ومرونة تفاعله وصلابة عوده ورسوخ جذوره ، وأنقذ ظهور مؤسسة (اليمن اليوم) الإعلامية الإحباط العام لشباب وأنصار المؤتمر وقد خسروا كل وسائلهم الرسمية التي نقلت بشجاعة نادرة فضائح خيام الزيف. ولكن هل هذا يكفي لمواجهة القادم ؟
- لا أعتقد ذلك.. فمن واقع تجربة شخصية حاولت البحث عن إخفاقات الحكومة والاعتماد على أرقام مكتوبة ضمن ذاكرة الرصد لكني لم أجد شيئاً ، ولم يسعفني محرك البحث (Google) في تعقب مسارات الإخفاق بصورة شافية لباحث يتطلع لإنهاء مقاله اليومي.
- يجب على المؤتمر الشعبي العام التركيز جدياً على إنشاء دائرة ضخمة للتوجيه الإعلامي تتضمن مراكز بحثية ودراسات إستراتيجية و مطبخاً إعلامياً و وسائل اتصال جماهيري متعددة ليس بالضرورة أن ترتبط بأسماء من (العائلة) ، إضافة إلى إصدار الكتب التوثيقية لمرحلة الأزمة اليمنية و اعتبار ما يدون الآن وسابقا من شهادات و مواقف في حُـكم التاريخ الذي سيقرؤه أبنائنا و ستذكره الحياة القادمة و يتطلع إليه الباحثين المهتمين. و هو الأمر الذي يجب الانتباه إليه الآن بما يؤسس لتقدير مواقف المؤتمر الشعبي العام و رجاله وأنصاره مستقبلاً الذين يحتفون بالذكرى الثانية والثلاثين لتأسيسه كتنظيم وطني يحمل الهوية اليمنية والفكر المؤسس للانسجام الداخلي الذي لا يأتي في ظل التبعية المقززة للخارج كما هو حال الكثير من التنظيمات والأحزاب الإيديولوجية والقومية .
- لا يجوز في هذه الذكرى أن يُغفل المؤتمريون "ميثاقهم الوطني" كمرجعية تاريخية إقتنع بها الشعب في استفتاء عظيم أفضى إلى تأسيس التنظيم الشعبي الواسع كسابقة في إرث الأحزاب الوطنية التي تأسست وفق منهج تأثيري لقيادات أو زعامات فذة ، ولا ينبغي كذلك السماح لقوى التمرد السيئ في الانفراد بكل شيء حتى وعي أجيالنا القادمة الذي يجب أن لا يتعرض للسطو أيضاً ، وهذا كله متعلق بما سنكتبه الآن و نقرره اليوم. فلا تُسقطوا أسمائكم ونضالكم وكل صفاتكم الحميدة من المستقبل الذي أهملناه ليصوغه السيئين ولصوص الثورات و أصحاب الربيع الغريب !


المصدر المؤتمر نت