قطر وأخواتها
الأربعاء, 12-مارس-2014
مبارك المعوشرجي -

لعبت الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي بنجاح دور الوسيط بين الحكومة القطرية وفئات من شعبها أكثر من مرة، واليوم يعمل الخليجيون على أن تعود الكويت للعب هذا الدور ولكن لحل خلاف طارئ بين دولة قطر وثلاث من شقيقاتها الخليجيات، وهي المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، خلاف فاجأنا وآلمنا.

نعم يحق لقطر أن تستقل برأيها أو قراراتها في الشؤون الداخلية والخارجية لها، وأن تؤوي إليها من تريد، وتنشئ ما تشاء من أدوات تجعلها دولة ذات نفوذ وتأثير في المجتمع الدولي، قناة الجزيرة الفضائية، والتي كنا ككويتيين أول من عانى منها، كما أن لها الحرية في توقيع أي اتفاقية أمنية واستضافة قواعد ومطارات عسكرية على أراضيها لحفظ أمنها.

ولكن خروج أو إخراج قطر من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي إضرار كبير بمصالح وآمال الشعوب والحكومات الخليجية الست جميعاً لا يقبل به أحد، بداية من أمل في الوحدة الجامعة لنا ومشروع السكك الحديدية الرابط بيننا، وبناء منظومة عسكرية متكاملة تحمينا من المخاطر التي تحيق بنا، وتهديد لتجارة بينية بين قطر والدول الأخرى بالمليارات من الدولارات وخسارة لاستثمارات مشتركة بعشرات أخرى من المليارات، وضياع جهود وأنشطة بنيت على مدى أكثر من ثلاثة عقود.

وخروج قطر من هذا الكيان الوحدوي يعني انفراطاً لعقد هذا الاتحاد.

لذا ندعو الله سبحانه وتعالى أن يمن على سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بسرعة الشفاء ليعمل على وأد هذه الفتنة، بما لديه من حكمة وخبرة وثقة من جميع الأطراف الخليجية في حنكة سموه، ونأمل أن يرضى أطراف النزاع بهذه الوساطة. آملين أن تتوقف الدول الثلاث عن التصعيد والتوعد وتتوقف قطر عن التحدي والعناد فما لدينا من مصالح ومصير مشترك يجب أن يكون أهم وأكبر من أي خلاف طارئ.

*نقلاً عن "الرأي" الكويتية.