مشاريع الطاقة المتجددة والتدفقات النقدية
الاثنين, 10-مارس-2014
هيثم باحيدرة -


يعد مجال الطاقة المتجددة من المنظور المالي مجالا واسعا، ولا يزال يتوسع. وعادة ما يدور التدفق النقدي للطاقة المتجددة حول:

- تمويل رأسمالي للمشاريع في مجال الشركات المبتدئة المبتكرة.

- تمويل المشاريع.

- الاستثمار في شركات الطاقة النظيفة في سوق الأسهم.

ومن الصعب جدا على عامة الناس التنبؤ باتجاهات التدفقات النقدية المستقبلية، وغالبا ما يُترَكون كمن يتخبط في الظلام. ولكن بمساعدة خبراء وأساتذة المالية الذين يكرسون حياتهم لتتبع التدفقات النقدية فمن الممكن الاستنارة بآرائهم. وفي ضوء ما سبق نود أن نقدم لمحة موجزة عن حالة السوق المتوقعة لعام 2014.

الاستثمار الرأسمالي في مشاريع الطاقة المتجددة يتجه نحو الأسفل،

كان المستثمرون في الماضي حريصين على تمويل مختلف مشاريع الطاقة المتجددة التي ظنوها المجال الكبير المقبل. ومنذ عامين مضيا بدأ الاستثمار الرأسمالي في مشاريع الطاقة المتجددة يتجه نحو الأسفل. ووفقا لبعض آراء الخبراء الاقتصاديين حول توقعات عام 2014، فمن المرجح توقع المزيد من الانخفاض للشركات في مجال جمع التمويل الرأسمالي للشركات. ويمثل الرسم البياني أدناه الصادر عن مؤسسة بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة إجمالي الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة خلال السنوات من 2004 إلى 2012 بالدولار الأمريكي.

وعلى خلاف الرأي السابق يعتقد بعض مستشاري الاستثمار المحنكين أن 2014 قد يكون هو عام سد الفجوة بين توقعات الطاقة المتجددة وإنجازاتها الفعلية. وهذا يعني أن مستثمري الطاقة المتجددة لديهم فَهْمٌ واضح للتقنيات القادرة على توفير الفائدة على وجه التحديد. والمؤشر السار هو أن الكثير من الشركات الكبرى تبدأ في دخول عالم الطاقة المتجددة، وبدأت الشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم تؤدي دورا أكثر نشاطا وفعالية من السابق لمحاولة الاستفادة من الطاقة النظيفة. ومن المحتمل أن يكون هذا تمثيلا لدورة الحياة الإجمالية لنضوج التقنية النظيفة، خاصة إذا أخذنا في الحسبان ثورات التقنيات الأخرى في الماضي، حيث لعب رأس المال الاستثماري دورا مهيمنا في أيامها الأولى، ثم تنوعت مصادر رأس المال مع مرور الوقت. وهذا ليس مؤشرا مقلقا على أن كارثة ستقع، وإنما إشارة إلى أن تطور وثورة تقنية الطاقة المتجددة تتبع نفس الاتجاهات والموجات المماثلة لما حدث لغيرها من الصناعات.

وبقدر ما يتعلق بتمويل المشاريع - وفي ظل السنوات الأخيرة من نمو وازدياد القدرة التركيبية، إلى جانب التخفيض المستمر في التكاليف ــــ فإن خبراء تمويل الطاقة المتجددة يتبنون الرأي القائل إن مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح واسعة النطاق ستحصل على النصيب الأكبر من استثمارات الطاقة المتجددة في عام 2014. وستستمر تطبيقات الطاقة الشمسية - وتقنيات الطاقة الشمسية الضوئية بشكل رئيس - وتطبيقات تقنية الرياح في نموها المتصاعد. حيث تواصل هذه التقنيات التخفيضات في تكاليف بناء المحطات مقارنة بغيرها، ومن المرجح أن تظل الدعامة الأساسية لمجالات تركيز الاستثمار.

ويجب أن تظل ثورة ونمو هذه التقنيات في منطقة الشرق الأوسط محل اعتبار، وخاصة في دول مثل المملكة العربية السعودية التي تتطلع للاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة للحد من الاعتماد على النفط كوقود لتوليد الكهرباء. ومن المرجح أن يساعد هذا الأمر المملكة على كسب المزيد من الأرباح من بيع نفطها في السوق المفتوحة أيضا. ولا شك أن التركيز على الطاقة المتجددة سيبدأ في الازدهار بسبب زيادة فعالية الصناعة ونمو درجة الاهتمام بها. ومن المتوقع لأنشطة زيادة التمويل من المنح والدعم الفني والخدمات الاستشارية التجارية، وتمويل المشاريع من مصادر مختلفة أن تترجم إلى زيادة كبيرة في الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في مناطق مختلفة من العالم.

وبشكل عام يهيمن التفاؤل على اتجاهات الاستثمار. وهناك عامل حيوي غالبا ما يتم تجاهله ويصعب قياسه كميا وهو مشاعر المستهلك. وتظهر اتجاهات مشاعر المستهلكين زيادة كبيرة في عام 2013 عن 2012، مشيرة إلى أن الناس يكنون مشاعر إيجابية حول الطاقة المتجددة، وأن المستثمرين يبحثون عن فرص بهذا المجال. ومن المرجح أن يشهد عام 2014 المزيد والمزيد من شركات تركيب الطاقة الشمسية التي تستفيد من الابتكارات وتسعى جاهدة لتقديم خيارات التمويل منخفضة التكلفة لعملائها و/ أو جذب نماذج التأجير للمساعدة في تعويض تكلفة التحول إلى الطاقة الشمسية، بينما يرجح استقرار حالة غيرها من التقنيات. ومن المتوقع أن يكون 2014 عاما جيدا على مصادر الطاقة المتجددة.

*نقلا عن صحيفة الاقتصادية